مصادر روسية تكشف بعض الحقائق حول سقوط نظام الأسد

انتشر في اليومين الأخيرين سيل من المعلومات في وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، نسبت لمصادر مطلعة، حول حقيقة ما حصل في سوريا خلال الأيام القليلة التي سبقت سقوط نظام بشار الأسد، والدور الذي لعبته روسيا بإقناع الأسد بالتنحي، لتفادي دخول سوريا في حمام دم لن تعرف نهايته.

وتقول المعلومات المتداولة، أن المخابرات الروسية كانت تمتلك معلومات دقيقة حول الهجوم الذي ستقوم به المعارضة السورية، وحول حجم الاستعدادات له وتوقيته وأهدافه، وأن الروس توجهوا لبشار الأسد قبل أيام من بدء الهجوم، وأوضحوا له أنه في حال تم ذلك فإن النتائج ستكون كارثية على سوريا، وأن البلد سيدخل في حرب طائفية مدمرة وكارثية. ونصح الروس الأسد بفتح حوار سياسي فوري مع المعارضة لتجنب الحرب، لكن الأسد لم يتجاوب بالوقت المناسب مع الطلب الروسي.

من جهة أخرى كان واضحاً للروس من خلال التقارير الاستخباراتية، وجود حاضنة شعبية واسعة تؤيد تحرك المعارضة، ووفقاً لتلك التقارير، فإنه في حال حصول تقدم واسع النطاق فإن نحو 80% من السوريين سيدعمونه بقوة. أُضف إلى ذلك أن معطيات موسكو أكدت وجود حالة تذمر واسعة داخل الجيش السوري بسبب الوضع العام، وبسبب تردي الأحوال المعيشية للضباط والعسكريين.

اتخذ الروس القرار، الذي بُني بالدرجة الأولى على ضرورة عدم السماح بتدهور واسع قد يسفر عن حرب أهلية طاحنة، فتم إجراء اتصال مباشر مع الأسد وإبلاغه بأن كل المعطيات تشير إلى أن البلد مقبل على كارثة كبرى، ويجب إطلاق مبادرة فورية تضع مقدمات لحل يقوم على الحوار، ولكن الأسد لم يتجاوب بالسرعة المطلوبة.

وفي محاولة لاستباق الأحداث تواصل الروس مع الأتراك وإيران لبحث آليات تفادي وقوع اقتتال مدمر، لكن قوات المعارضة كانت قد تقدمت بالفعل باتجاه حلب، وكان واضحاً تجاوب الأهالي الواسع معها، ما اضطر جيش النظام إلى الانسحاب تدريجياً الأمر الذي سمح للمعارضة بإحكام السيطرة على المدينة.

مع الانهيار السريع، الذي كان متوقعاً من جانب موسكو لدفاعات النظام، باتت المخاوف تتركز على انتقال الهجوم إلى المدن المجاورة، عندها طلبت موسكو من الأسد إعطاء أوامر للجيش بالانسحاب وعدم الانخراط في مواجهة عسكرية. وقد تم تنسيق ذلك مع الجانبين التركي والإيراني. ووافقت إيران على هذا السيناريو لاقتناعها بضعف دفاعات النظام وضرورة عدم إشعال مواجهة ستفضي إلى مجزرة ولا تسمح للنظام بالصمود.

في هذه المرحلة بدا واضحاً أن الأمور خرجت عن سيطرة النظام، خصوصاً مع إحكام الطوق حول حمص، فتم في هذه المرحلة الاتصال بالأسد وتقديم ضمانات أمنية له ولكل أفراد عائلته بخروج آمن، مع تأكيد أهمية عدم إبداء مقاومة وتوجيه تعليمات للقطاعات العسكرية، وإعلان بيان التنحي عن منصبه.

موافقة الأسد جاءت بعد مرور ساعات معدودة على تلقيه الاقتراح، وأصدر وزير الدفاع أوامر للجيش والفروع الأمنية التابعة للمؤسسة العسكرية بعدم المقاومة، ووجه الضباط والجنود لالتزام بيوتهم وخلع البزات العسكرية والتحول إلى ملابس مدنية.

ويوضح الروس أنه تم بذلك تفادي سقوط سوريا في مواجهة طائفية طاحنة، وتحول الوضع إلى حرب أهلية واسعة النطاق، كان من الممكن أن يذهب ضحيتها أكثر من مليون شخص، بالإضافة إلى تدمير كامل للعاصمة دمشق.

ونقلت وسائل إعلام روسية استياء القيادة الروسية من تلكؤ النظام السوري في التعامل بجدية مع مسار حقيقي للتسوية السياسية، مشيرة إلى أن ذلك كان سبب نفاد صبرهم من سلوك الأسد واقتناعهم بعبثية بقائه في السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.