مصر: «الثورة الإسلامية» تمر بلا «ثورة»

أظهر الفشل الذريع الذي مُنيت به جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاء الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في الحشد خلال تظاهرات سمّوها «الثورة الإسلامية» أمس، أن الحُكم المصري استطاع تجاوز تبعات إقصاء مرسي من السلطة، بعد ثورة 30 حزيران (يونيو)، ويُتوقّع اليوم حسم مصير سلفه حسني مبارك، بالنطق بالحكم في قضية إعادة محاكمته ونجليه علاء وجمال مبارك، ورجل الأعمال (الهارب) حسين سالم، ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي و 6 من كبار مساعديه، في شأن اتهامات تتعلق بـ «قتل المتظاهرين والفساد المالي» في ما عُرِف إعلامياً بـ «قضية القرن».

إعلان

إعلان

إعلان

ومُني أنصار مرسي بهزيمة جديدة، إثر فشلهم في الحشد لتظاهرات أمس التي دعوا خلالها إلى «رفع المصاحف» انتصاراً لـ «الهوية الإسلامية». كما أحبطت قوات الأمن تفجير عشرات من العبوات الناسفة البدائية الصنع، تناثرت في شوارع في العاصمة ومحافظات عدة، فيما انفجرت عبوات أخرى مُخلِّفة جرحى (للمزيد).

وقُتل ضابط في الجيش وجندي في هجومين في القاهرة ومحافظة القليوبية. كما قُتل شخصان في اشتباكات دموية في حي المطرية الذي يعد معقلاً لأتباع جماعة «الإخوان» شرق القاهرة، بين المتظاهرين والشرطة.

وآل استنفار «الإخوان» وحلفائهم للحشد أمس إلى فشل ذريع، إذ مّر النهار من دون تظاهرات كبرى أو هجمات مؤثرة، ما يُرسّخ فقدان فصائل المعارضة الإسلامية أي قدرة على التأثير في الشارع، يمكن أن تنعكس على وضعها في المعادلة السياسية. ولم تختلف تظاهرات أمس كثيراً عن الفعاليات الأسبوعية لأنصار مرسي كل يوم جمعة، لجهة عدد المشاركين فيها، ولا أماكن تجمعهم، إذ اقتصرت على بعض القرى والمراكز النائية في المحافظات، وعند مداخل قرى على طرق سريعة، وفي أحياء المطرية وعين شمس (شرق القاهرة) والهرم وفيصل والعمرانية في الجيزة. لكن اللافت أن قوّات الأمن أعلنت إحباط تفجير عدد كبير من العبوات الناسفة، واستجاب المتظاهرون دعوات إلى «رفع المصاحف» في التظاهرات، كما لوحظ أن مجموعات في معاقل تقليدية لجماعة «الإخوان» عمدت إلى استخدام أسلحة خرطوش في مواجهة الشرطة، وفق روايات شهود، خصوصاً في المطرية وعين شمس، في القاهرة. ورفع متظاهرون للأسبوع الثاني على التوالي أعلاماً لـ «داعش» في المطرية.

إلى ذلك، تواجه مصر استحقاقاً مهماً اليوم، إذ تحسم محكمة جنايات القاهرة مصير مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه، في حكم نهائي لكنه غير بات، في قضية «قتل المتظاهرين والفساد المالي».

وبعد حكم اليوم، تبقى أمام المتهمين درجة أخيرة من درجات التقاضي أمام محكمة النقض التي ستنظر الطعون في القضية (في الإدانة أو البراءة) للمرة الأخيرة، وتصدر حكماً نهائياً لا رجعة فيه ولا يقبل أي طعن.

وينتظر أن تستمر الإجراءات الأمنية في شوارع العاصمة وميادين المحافظات، إلى حين النطق بالحكم، واختبار ردود الفعل.

+ -
.