ظهر أمس أن المصريين لن ينعموا بعام جديد سعيد. ومع ترقب استحقاقات مصيرية، حل 2014 باستمرار عنف جماعة «الاخوان» في الجامعات من ناحية، وتفجير جديد تبنته جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة لخط إمداد الغاز الطبيعي في وسط سيناء.
ويتطلع المصريون إلى الاستقرار في العام الجديد بعد 3 سنوات من ثورة شعبية أطاحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك تلتها ثورة أطاحت حكم جماعة «الإخوان المسلمين» وعزل الرئيس محمد مرسي، وبات الرئيسان السابقان في السجن بعد عقود لم تعرف فيها البلد سوى لقب «الرئيس الراحل».
«الرئيس المنتظر» هو رهان المصريين لمجابهة تحديات لم يعد في الإمكان استمرارها، في دولة ترتفع فيها معدلات الفقر والبطالة، ويُزيد العنف و «الإرهاب» من نزيف اقتصادها، فيما الاستقطاب والصراع السياسي الذي تحول انقساماً يُعزز من فرص عدم الاستقرار على الأقل في الأفق القريب.
تستقبل مصر العام الجديد وقد اختلطت أوراق اللعبة السياسية، فانتقل «الإخوان المسلمون» من سدة الحكم إلى سجونه، وباتت النخبة الليبرالية أقرب إلى المؤسسة العسكرية، وبقي الثوار في مربع «المعارضة» وزُج ببعضهم في السجون.
وسيشهد العام الجاري إقرار دستور جديد منح الجيش خصوصية، وانتخاب رئيس يُرجح أن يكون وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي ينتظر كل المرشحين السابقين إعلان موقفه لاتخاذ قرارهم، وبرلمان قد لا يمنح الإسلاميين الغلبة، بعدما أكدت ثورة 30 يونيو الرفض الشعبي للتيار الإسلامي، وزاد هذا الرفض على وقع سلسلة العمليات الإرهابية التي ضربت منشآت أمنية وعسكرية تبنت غالبيتها جماعة «أنصار بيت المقدس» التي اعتبرت السلطات أن ثمة علاقة بينها وبين جماعة «الإخوان»، فأدرجت الأخيرة على «قوائم الإرهاب». وعززت تلك الهجمات الإرهابية من مطالب ترشيح السيسي للرئاسة، باعتباره الشخصية الأقدر على مجابهة العنف والإرهاب، كونه قائد الجيش.
وسيكون العام الجاري مؤثراً إلى درجة كبيرة في مستقبل مصر، إذ يُتوقع أن يشهد خطوات دراماتيكية في حسم الصراع القديم المتجدد بين الجيش و «الإخوان»، وهو الصراع الذي يُخشى أن تتبدد معه أهداف ثورة 25 يناير.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين أبت تمرير الاحتفالات بالعام الجديد من دون استئناف المواجهات بين طلابها في عدد من الجامعات وأجهزة الأمن، غداة نجاح السلطات المصرية في تمرير احتفالات ليلة رأس السنة من دون معضلات كبيرة، إلا من مناوشات لمؤيدي مرسي في محيط كنائس تصدت لها الشرطة، وتفجير خط إمداد الغاز الطبيعي للأردن في وسط سيناء، ما ردت علية قوات الجيش بحملة مداهمات في مدن شمال سيناء اوقفت خلاله عشرة مسلحين.
وعلى الصعيد الدولي، ظهر أن العام الجديد سيشهد استمراراً لتوتر العلاقات بين القاهرة وكل من قطر وتركيا هو ما أكده ضمنياً الناطق باسم الخارجية المصرية أمس بدر عبد العاطي الذي شدد على أن مصر لن تتسامح مع من يعبث بأمنها القومي، «ولن يُسمح لأي طرف خارجي من دون استثناء بالتدخل في الشأن المصري»، مشيراً إلى إن الموقف تجاه تركيا «كان متوازناً ومتعقلاً، ومصر لا تتحرك وتتصرف مثل الدول الصغيرة وإنما طبقاً لسياسات محدَّدة»، مؤكداً أن عودة السفير المصري إلى أنقرة «غير مطروحة في الفترة الحالية أو القريب العاجل»، لكنه أكد أن العلاقات المصرية – الروسية ستشهد تطوراً أكبر خلال الأشهر المقبلة وستبدأ مشاريع الطاقة والتنمية وغيرها في العمل، لافتاً إلى وجود تقدير روسي للجانب المصري واتجاه لتطوير العلاقات بين الدولتين.