معارك ضارية بين الأكراد ومسلحي “الدولة الإسلامية” في عين العرب

يخوض المقاتلون الأكراد معارك ضارية ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة عين العرب “كوباني” السورية على الحدود مع تركيا، في حين يستمر القصف الجوي من جانب طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويقول مراسل بي بي سي قرب موقع القتال إن عشرات الأسلحة تطلق النار، ويسمع دوي انفجار القنابل باستمرار.
وورد في التقرير الأخير للقيادة المركزية الأمريكية أن ست غارات جوية دمرت ترسانة أسلحة تنظيم “الدولة الإسلامية” حول عين العرب “كوباني.”
وطالب مبعوث الأمم المتحدة في سوريا، ستافان دي ميستورا، المجتمع الدولي بالتدخل فورا لمنع التنظيم من السيطرة على هذه المدينة الهامة.
وقال دي ميستورا لـ بي بي سي إن سقوط كوباني “سيكون مذبحة ومأساة إنسانية”.
وحال سقوط المدينة، سيقع جزء كبير من الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو الطريق الأساسي الذي يدخل منه المسلحون للانضمام إلى التنظيم، كما تدخل عبره إمدادات النفط من الحقول التي سيطر عليها التنظيم.
وأدت ثلاثة أسابيع من القتال حول المدينة الاستراتيجية إلى سقوط 400 قتيل، ونزوح أكثر من 160 ألف مواطن سوري، معظمهم من الأكراد، عبر الحدود إلى تركيا.

“إنسحاب”
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن مسلحي”الدولة الإسلامية” يحاولون استعادة السيطرة على المناطق التي خسروها في الشرق بسبب الغارات التي تشنها قوات التحالف.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عبدالرحمن أن مقاتلي التنظيم انسحبوا من أجزاء من شرقي وجنوب غربي عين العرب “كوباني”، كما لم يعد لهم وجود في الجبهة الغربية.
ويقول مراسل بي بي سي إن المقاتلين الأكراد تشجعوا بعد رؤية الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف، والتي وضعت حدا لتقدم مسلحي “الدولة الإسلامية”.
ورصدت الإدارة المركزية الأمريكية الخسائر التي حققتها الغارات الست التي شنها التحالف على جنوبي وجنوب غربي المدينة يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقالت الإدارة في تقرير إن الغارات دمرت حاملة جند، وأربع مدرعات، وقطعتي مدفعية.
كما شن التحالف غارات على مواقع أخرى لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وخمسة في العراق.

أدى القتال في كوباني إلى نزوح حوالي 160 ألف سوري إلى تركيا
وقال إدريس ناسان، أحد المسؤولين في عين العرب “كوباني” لوكالة رويترز إن مقاتلي “الدولة الإسلامية” نفذوا “أكبر انسحاب لهم منذ دخولهم المدينة، فهم الآن خارج مداخلها. وكان القصف فعالا بشكل دفعهم خارج الكثير من مواقعهم.”
لكن رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، صالح مسلم، قال إن الوضع مازال خطرا. وقال إن مقاتلي وحدات الحماية الشعبية، الجناح المسلح للحزب، يقعون تحت ضغط شديد.
وقال مسلم “وحدات الحماية الشعبية تشترك في قتال عنيف، وتحاول حماية المدنيين. هناك عملية كبيرة ضدهم.”
قلق متزايد
وفي نيويورك، قال مبعوث الأمم المتحدة في سوريا إن السوريين الأكراد دافعوا عن عين العرب “كوباني” ببسالة شديدة، وإنه يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ موقف صلب لمساندتهم.
وقال مسؤول أمريكي كبير لجريدة نيويورك تايمز إن هناك “قلقا متزايدا بشأن تدخل تركيا لمنع وقوع مذبحة على بعد أقل من ميل من حدودها. وبعد كل الشجب للكارثة الإنسانية في سوريا، هم الآن يختلقون الأسباب لعدم التدخل لمنع وقوع كارثة أخرى”.
مظاهرات الأكراد في كوباني
خرجت مظاهرات كردية في تركيا، تندد بعدم تقديم دعم عسكري للمقاتلين الأكراد في كوباني
وكان البرلمان التركي قد وافق الأسبوع الماضي على التدخل العسكري ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، لكنه لم يتخذ أي إجراء حتى الآن.
وتقع تركيا تحت ضغط متزايد لتقديم المزيد من الدعم للقوات الكردية المقاتلة في عين العرب “كوباني”.
وقتل 14 شخصا على الأقل في احتجاجات الأكراد في تركيا يوم الثلاثاء، بسبب غياب الدعم العسكري التركي.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، يوم الثلاثاء إن القوة الجوية وحدها لا يمكنها هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية.”
وقال “لقد حذرنا الغرب. نريد ثلاثة أشياء؛ منطقة حظر جوي، ومنطقة آمنة موازية لها، وتدريب للمعارضين السوريين المعتدلين”.
وأضاف: “الإرهاب لن ينتهي إلا إذا تعاونا في عملية برية”، لكنه لم يفصح عن المزيد من التفاصيل.

+ -
.