خاضت القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة معارك ضارية على جبهة الملاح شمال حلب، وسط تقارير عن مقتل وجرح عشرات من الطرفين. وعلى رغم ضراوة الهجوم الذي شنّه المعارضون على مواقع القوات الحكومية، إلا أنهم لم يتمكنوا من إبعادها كثيراً من طريق الكاستيلو الحيوي الذي يشكّل شريان الحياة لأحياء المعارضة في شرق المدينة. وتزامنت معارك حلب مع هجوم مضاد شنته القوات الحكومية في ريف اللاذقية لاسترجاع مناطق خسرتها في الأسابيع الماضية في هجوم ضخم شنّته المعارضة في جبلي التركمان والأكراد.
وفي وقت كانت جبهات القتال مشتعلة، واجهت حكومة الرئيس بشار الأسد معركة من نوع آخر كانت ساحتها المحاكم الدولية، إذ رفعت عائلة الصحافية الأميركية الراحلة ماري كولفن دعوى قضائية أمام محكمة في واشنطن ضد الحكومة السورية بتهمة تعمّد قتلها في حي بابا عمرو بمدينة حمص عام 2013. وسمّت الدعوى ثمانية مسؤولين سوريين بينهم ماهر الأسد، شقيق الرئيس. وجاءت هذه الدعوى في وقت رفعت عائلة طبيب سوري قُتل في السجن عام 2014 شكوى ضد الحكومة السورية أمام القضاء الفرنسي الذي ينظر أيضاً في قضايا أخرى مرفوعة ضد حكومة دمشق.
وقال الرئيس بشار الاسد أمس لوفد من أعضاء البرلمان الأوروبي برئاسة خافيير كوزو نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي: «المشكلات التي تواجهها أوروبا اليوم من الإرهاب والتطرف، إلى موجات اللجوء سببُها تبني بعض قادة الغرب سياسات لا تخدم مصالح شعوبهم… بخاصة عندما قدم هؤلاء القادة الدعم والغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية في سورية». وزيارات المسؤولين الغربيين نادرة إلى دمشق، لكن الحكومة السورية نجحت في الفترة الماضية في استحضار نواب من دول أوروبية، وسط حديث عن استئناف التعاون الاستخباراتي بين الأجهزة السورية وبعض الأجهزة الغربية.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه ارتفع إلى نحو 30 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح الأحد على أماكن في منطقة الملاح وطريق الكاستيلو وحي بني زيد شمال حلب، وسط «قصف مكثف» حكومي على المناطق ذاتها. وأشار «المرصد» إلى مقتل ما لا يقل عن 29 من عناصر المعارضة بينهم قادة بارزون خلال هجومهم على مزارع الملاح ليلة السبت- الأحد. لكن الهجوم فشل، كما يبدو، في إبعاد القوات الحكومية عن طريق الكاستيلو التي بقيت مقفلة، ما يعني نجاح الجيش الحكومي في محاصرة أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة. وتحدث «المرصد» أيضاً عن مقتل أبو علي النقيب القيادي في «حزب الله» اللبناني خلال الاشتباكات قرب طريق الكاستيلو.
وفي محافظة اللاذقية، تحدث «المرصد» عن «معارك كر وفر بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين من جهة، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من جهة أخرى، في محيط قلعة طوبال وشلف ووادي باصور في ريف اللاذقية الشمالي». وفي حين أورد الإعلام الموالي للحكومة معلومات عن استعادة الجيش الحكومي منطقة سلف، أشار «المرصد» إلى أن فصائل مقاتلة استهدفت بصاروخ «تاو» دبابة القوات الحكومية في محور آرا بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، ما أدى إلى إعطابها.
أما في محافظة ريف دمشق، فسجّل «المرصد» أكثر من 20 غارة نفذتها طائرات حربية على بلدات ميدعا والميدعاني وحوش نصري وحوش الضواهرة، فيما ارتفع إلى 15 بينهم 3 أطفال وعدد من المقاتلين من «جيش الإسلام» عدد القتلى في تفجير رجل نفسه في مقر للفصائل الإسلامية يعتبر مطبخاً ميدانياً في مدينة الضمير.