شهدت سوريا معارك متفرقة بين قوات المعارضة والقوات الحكومية السورية وقصفا جويا لبعض مناطق المعارضة والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، وغياب أي بيان رسمي حكومي بشأن مفاوضات فيينا، ومطالب بعض أطرافها بضرورة رحيل الرئيس الاسد في إطار أي تسوية سياسية للأزمة السورية.
وفي إطار التطورات الميدانية، قالت مصادر في المعارضة إنها أسرت 3 من مقاتلي حزب الله وقتلت أربعة آخرين خلال الاشتباكات المستمرة في الريف الجنوبي لحلب.
كما قتلت جنودا حكوميين ودمرت آليات حكومية في بلدة برنة وسيطرت على التلة الخضراء بعد معارك مع القوات الحكومية في الريف الجنوبي.
وقالت الحكومة إن قواتها قصفت مقار لجبهة النصرة في بلدات برقوم وخان طومان ومحيط تل حدية وبلدة الزربة في الريف الجنوبي.
وأضافت أنها تحاصر بلدة الزربة والتقدم باتجاه طريق حلب – دمشق والاقتراب من مدينة سراقب في ريف إدلب التي تشهد حركة نزوح واسعة من قبل المدنيين باتجاه تركيا.
وفي الريف الشمالي لحلب، قالت القوات الحكومية إنها دمرت 20 آلية للمعارضة على محور رتيان – باشكوي.
وقالت جبهة النصرة إن أحد مقاتليها نفذ عملية انتحارية في أحد مقار لواء شهداء اليرموك الموالي لتنظيم “الدولة الاسلامية” في بلدة جملة في حوض اليرموك في ريف درعا الغربي وقتل 10 قادة من اللواء، وعلى رأسهم محمد سعد الدين البريدي قائد اللواء.
وقد وجه جيش الفتح وجبهة النصرة إنذارا إلى عناصر اللواء لتسليم أنفسهم خلال 24 ساعة، في وقت يستعد فيه مقاتلو النصرة لشن هجوم على مواقع لواء شهداء اليرموك في بلدات سحم الجولان ونافعة وحيط التي كانت ساحة معارك بين الجانبيين سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين.
وشنت الطائرات الروسية غارات على خان شيخون قتلت 3، بحسب المعارضة. كما شنت غارات على معرة النعمان قتلت 4 اشخاص، بحسب المعارضة.
وقالت المعارضة إنها دمرت دبابة حكومية خلال المعارك في منطقة المرج في الغوطة الشرقية وفي محيط مطار مرج السلطان للحوامات الذي تسيطر عليه المعارضة، بينما أغارت طائرات حكومية على عربين ودوما قتلت 15 شخصا، بحسب المعارضة.
وأغارت طائرات روسية على مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في القلمون وفي جرود قارة وعلى مناطق على الحدود بين سورية ولبنان.
وقالت بيانات حكومية إن مطار مرج السلطان في الغوطة الشرقية “سقط ناريا” بعد قصف للقوات الحكومية التي وسعت سيطرتها قرب طريق حرستا الدولي إلى حمص.
وفيما يتعلق بالمساعي الدبلوماسية التي تبذلها أطراف دولية لحل الأزمة السورية، لم يصدر أي بيان رسمي عن الحكومة السورية.
واكتفت وسائل إعلام رسمية بإبراز تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، دون التطرق إلى موضوع رحيل الرئيس بشار الأسد، الذي تطالب به بعض الأطراف.
لكن وزير الاعلام عمران الزعبي، تناول مؤتمر فيينا بالقول تعليقا على دعوات رحيل الأسد إن “الخيار السيادي للشعب السوري ليس محلا للتفاوض والنقاش مع الأصدقاء أو الأشقاء أو الخصوم أو الأعداء وما يقرره السوريون هو ما سيحصل وسورية تحترم التزاماتها وتلتزم بما يلبي خياراتها ومصالح أبنائها”.
واعتبر المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة حسن عبد العظيم أن آلية الحل السياسي “بدأت تدور وتنفذ” بعد التوافق الدولي والإقليمي والعربي على هذه الآلية خلال اجتماعات فيينا.
وقال: إن “الكل الآن يريد حلا سياسيا ولا يستطيع أحد الآن أن يخرج نفسه من جهود العمل لإنجاح هذا الحل لا في المعارضة ولا في السلطة”، وأضاف: “الذي يريد عزل نفسه ويواجه هذا التوافق الإقليمي والعربي والدولي سيبقى خارج أي حساب”.