معرض فرانكفورت: زخم كبير من العروض التجارية والاختبارية

جرياً على عادتهم مرة كل عامين، كان الصانعون على موعد مع معرض فرانكفورت الدولي للسيارات؛ حيث تجمعت شركات من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في نسخته الـ66 التي افتتحت في 15 أيلول (سبتمبر) الجاري وتختتم غداً.




وعلى رغم ذاك الزخم من العروض التجارية والاختبارية التي زيّنت منصات مختلف الصانعين، إلا أن ذلك يعكس فقط تفاؤلاً حذراً في ما يتعلّق بسوق السيارات العالمية، على الأقل في بعض المناطق، فالمبيعات في الولايات المتحدة منتعشة للغاية على رغم تعثّر الصانعين الأميركيين في الصين، بينما شهدت أوروبا تحسّناً ملموساً وإن لا يزال هشّاً وبطيئاً.

< لا جدال على أن عدد العارضين زاد أكثر من 10 في المئة مقارنة بالنسخة الأخيرة عام 2013، حيث شارك 1103 شركات عارضة من 39 بلداً، مقارنة بـ 1091 شركة عام 2013، و1012 شركة عام 2011. كما أشارت التقارير إلى مشاركة أكثر من 1200 صحافي ومصوّر في مواكبة هذا الحَدث الفريد. وانعكس ذلك بدوره على عدد الإطلاقات الأوّلية الحصرية الذي بلغ 219 موديلاً تجارياً واختبارياً جديداً، وهو عدد كبير مقارنة بـ150 و89 موديلاً جديداً في عامي 2013 و2011.

وتضمّنت الإطلاقات الحصرية عروضاً نخبوية تحمل علامات آودي، أستون مارتن، جاغوار، بينتلي، لامبورغيني، فيراري، بورشه، مرسيدس- بنز، بي أم دبليو وغيرها، مع إزاحة الستار عن عروض اختبارية مميزة شأن آودي E-Tron Quattro وبوغاتي غران توريسمو وهيونداي فيجين G وغيرها.

وبخلاف توجّه نسخة هذا العام من المعرض نحو السيارات ذاتية القيادة والعروض الكهربائية، وسقوط الرئيس التنفيذي لمجموعة بي أم دبليو هارالد كروغر أرضاً أثناء المؤتمر الصحافي لماركة ميونيخ على منصّاتها، وهو الحدث الأبرز في المعرض بأسره، لا يمكن غض الطرف عن الأزمة الاقتصادية الصينية التي اجتاحت أكبر سوق للسيارات في العالم، ما أثر سلباً على المبيعات هناك مع توقّع بيع 24.1 مليون وحدة فقط في نهاية العام الجاري، وفقاً لمحللين في مؤسسة LMC Automotive.

في المقابل، يتوقّع أن تسفر زيادة الطلب على السيارات في السوق الأميركية، بوصفها ثانية أكبر سوق للسيارات في العالم، عن بيع 17.2 مليون وحدة بنهاية العام، ما قد يخفف من المخاوف المتعلّقة بارتفاع معدّلات الفائدة وكذلك أسعار السيارات لتعويض تداعيات الأزمة الصينية. أيضاً، هناك مخاوف مشروعة تتعلق بالسوق الروسية وأسواق أميركا اللاتينية، وهي أسواق كانت تشهد نموّاً كبيراً في مبيعات السيارات، وباتت حالياً تعاني من تدهّور ملحوظ.

الصين وتأثيرها

على رغم أن العارضين في فرانكفورت متفائلون بالمستقبل، غير أن البطء المبيعي في الصين لا يزال يرخي بظلاله على الصانعين وبقية الأسواق، لا سيما الأوروبية منها، ما جعل الصانعين في القارة العجوز يولون اهتماماً أكبر بزيادة الطلب على عروضهم في أسواقهم المحلية. وفي هذا السياق، ارتفعت نسبة عدد السيارات الجديدة المسجلة في بلدان الاتحاد الأوروبي 8.6 في المئة في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي لتتجاوز 9 ملايين وحدة. كما توقّع الصانعون أن ترتفع المبيعات الإجمالية بنهاية العام إلى 7 في المئة في أوروبا، ما يحدّ ولو نسبياً من الآثار السلبية للأزمة الصينية.

في فرانكفورت، وعلى رغم التفاف جمهور الحضور حول عروض السوبر- كار الرياضية بامتياز الممهورة بتوقيع لامبورغيني وبورشه وغيرهما، إلا أن المعرض شهد اهتماماً كبيراً بالسيارات الاقتصادية، وكذلك العروض المُدمجة، حيث أزاحت كل من أوبل ورينو الستار عن نسخ جديدة لموديليهما المُدمجين: أسترا وميغان، مع رفع سقف الأمان والتقنيات الترفيهية عالياً.

وفي شأن متصل، لا يمكن إغفال تنامي العروض الترفيهية الرياضية متعددة الاستخدامات SUV، وتلك متداخلة الأوجه «كروسوفر»، حيث أزاحت بينتلي الستار عن أول عروضها من هذه الفئة أو موديل بينتايغا. كما كشفت كيا عن الجيل الأحدث من موديلها سبورتاج، جنباً إلى جنب مع الكروسوفر ميني كلوبمان، وباقة مميزة من النماذج التصورية بتلك الفئة المتنامية باستمرار.

طرز رياضية… فخمة ونموذجية

شخصياً، اخترت لكم بعضاً مما لفت نظري في هذا المعرض. في البداية لا بدّ من التوقّف عند نموذج آودي الكهربائي التصوّري E-Tron Quattro من فئة الكروسوفر، الذي نال لمسات أيرودينامية متحرّكة في المقدّم والجوانب والمؤخّر بغرض تحسين تدفّق الهواء حول السيارة، ما ساعد في وصول معدّلات الانسيابية إلى 0.25 درجة على مقياس «سي إكس»، كما ساهم في الوصول إلى مدى قيادة أكثر من 500 كلم. وتشير التقارير إلى تموضع هذا الطراز في مرتبة وسطية بين آودي Q5 وQ7، ما يعني أن ذلك الموديل قد يُخرج من عباءته طراز Q6.

كذلك لفت نظري في معرض فرانكفورت شركة بينتلي التي كشفت عن أولى عروضها التجارية بفئة الـSUV، أي موديل بينتايغا الذي زوّد بمحرّك W12 سعة 6.0 ليتر مع شاحني هواء «توربو» يولّد 600 حصان وعزم 900 نيوتن متر، وتتوقع الشركة مبيعات إجمالية سنوية لن تقل عن 3000 وحدة.

أضيف إلى ذلك طراز بوغاتي المخصص للسباقات «فيجين غران توريسمو»، الذي يحمل إرث تقاليد السباقات الغني العائد إلى العلامة النخبوية بوصفها لمحة وفاء لانتصارات طراز بوغاتي تايب 57 تانك في سباقات لومان للتحمّل في عامي 1937 و1939، وطراز فيراري 488 GTB المكشوف بقدرة 670 حصاناً وعزم 760 نيوتن متراً، ولامبورغيني هوراكان سبايدر ومرسيدس- بنز الفئة S المكشوفة، التي تُعد أول مركبة مكشوفة رباعية المقاعد الأكثر فخامة لماركة شتوتغارت منذ عام 1971، ورولزرويس Dawn الذي سبق أن استعين بهذا الاسم في عام 1952 مع الموديل Silver Dawn، الذي يستفيد أيضاً من 80 في المئة من ألواح الجسد المميزة وسقف استثنائي، يجعل Dawn هادئة للغاية تماماً مثل «رايث» الشقيق. كذلك تابع زوار معرض فرانكفورت إطلاق F-Pace الكروسوفر الجديدة كلياً، التي تعتبرها جاغوار سيارة رياضية مصمّمة للذين يعشقون القيادة، وغيرها طرز كثيرة حولّت التجول بين المنصات نزهة ممتعة جداً.

+ -
.