مـن الـجـولان …إلى “كـان”.. سـُطوع نجمـة سينمائـيـّة على طريق العالـَميـّة… حامد الحلبي

بقلم حامد الحلبي

من طـُرُقـات (مجدل شمس) في الجولان المحتل، إلى السجادة الحمراء في مهرجان (كـان) السينمائي الدولي في فرنسا، مـَشـَت الفنانة العربية السورية الشابة (إيـبـلا الـمـرعي) على طريق النجومـيـة العالـمـيـة…

لقد بدأت (إيـبـلا) ممارسة هواية التمثيل في مسرح (عـيـون) المحلي في الجولان، و التحقت بجامعة (حيفا)، حيث تخرجت باختصاص فـنـون مسرحية.

والفيلم الذي شاركت في بطولته، و الذي عـُرِضَ في مهرجان (كـان) قبل أيام، اسمه (السنديانة المـُعـَمـّرة / The Old Oak)، من إخراج المخرج البريطاني العالمي (كين لوتش/ Ken Loach)، و سيناريو الكاتب ( بول ليڤـرتي/Paul Leverty).

يتحدث الفيلم (الذي تم تصنيفه من الدرجة الأولى في المهرجان) عن معاناة اللاجئين في مناطق اغترابهم، عبر الحديث عن قرية في شمال شرق (إنجلترة)، جاء إليها لاجئون سوريون من مدينة (حـمـص)، و منهم الشابة (يـارا) التي تجسـّد شخصيتها الفنانة (إيـبـلا المرعي) التي لجأت مع أسـرتها، و قد ساعد هذه الاسرة في الوصول إلى هذه القرية متطوعون بريطانيون.. و هذه القرية تعاني من ظروف اقتصادية صعبة بسبب توقف أعمال التـّعديـن في المناجم فيها… و مباشرة، يقوم قسم من سكان هذه القرية باعمال سلبية تجاه أولئك اللاجئين، و لكن اغلبية سكان القرية لا يوافقونهم على هذا…

و بالتعاون مع صاحب الحانة الوحيدة الباقية في القرية، و التي اسمها (السنديانة المـُعـَمـّرة/The Old Oak)، تقوم ( يـارا ) –مع آخرين من الجهتين– بجهود من أجل التوفيق بينهما، و ينحجون في ذلك… و في النهاية يقف الجميع موقفاً واحداً ضد كل السلبيات، و يعززون التعاون و الروابط الإنسانية فيما بينهم…

هذا مـُلـَخّص عن الذي قرأنـاه عن مضمون الفيلم مما كـُتـِـبَ عـنـه.

و في يوم عرض الفيلم في المهرجان (26/أيـّار الجاري)، و وسط الترحيب الحماسي الكبير الذي اسـتـُـقـبـل به القائمون بالفيلم، و في مقدمتهم المخرج و كاتب السيناريو، و الممثلون، و منهم (إيـبـلا)، وجـَّه المخرج (كين لوتش) كلمة، قال فيها:
(في هذا الفيلم، أردنـا أن نـوسـّع آفـاق الأمـل، و نبحث أين يجد الناس ذلك، و هذا يعطي قوة للناس، كي تبني معاً حياةً مقبولة، و إذا لم يملك الناس الأمل، فإنهم سيكونون مـُحـبـَطـين، معزولين، ليس لديهم قناعات، و بالتالي، لا يستطيعون عمل أي شي).. و يضيف المخرج: (لقد عـمــلـنـا فيلماً من اجل الأمل، لاننا نعرف حكاية اللّاجئين، و المـُعاناة التي و اجـهـوها ليصلوا إلى هـُنـا، و إذا كان لدينا أمـل، فإنه لدينا القناعة بـأنـّنـا نملك القوة التي يمكن أن تـغـيـّر الأمور).

تحية و تـهـنـئـة حارّة لكِ ايـّتـها الفـنـّانـة الـمـوهـوبـة الجادّة (إيـبـلا المرعي)، و لأسرتك الكريمة التي أحسنت تـربـيـتـك، و قد أحسن والـداكِ {والـدك الغالي صالح المرعي، و والـدتك الغالية ماجدة الحلبي –ابنة اختي– } أحسـنـا تسميتك أيضاً، بـأن اعطياكِ إسـم (إيـبـلا)، على إسـم المديـنـة الاثرية العريقة في شمالي سورية، رمـزاً للإرتباط الأبـديّ لأهلنا في الجولان المحتل بوطنهم الأم سورية. و تـهنـئـة أيضاً لـنـا، و لأهلنا في جولاننا الحبيب، و لسوريا كـلـّهـا…

فـإلى مزيد من الإبداع و النجاحات فـي فـن السينما، الذي هو الـتـكـثـيـف الـبـصـَريّ الـخـلّاق للأفـكـار الـمـبدعة الـجـمـيـلة.. و أن تـُتـابعي مسـيرة الـفـن الجميل، من (كـان) إلـى كـُلّ مـكـان …. !!!!

حـــامــد الــحــلــبــي

إيبلال المرعي
إيبلا المرعي (الثانية من اليمين)

+ -
.