نجح رجال الفضاء في المحطة الفضائية الدولية في تحويل ارشادات أرسلت إليهم عبر البريد الإلكتروني الى مفتاح براغي عبر استخدام طابعتهم ثلاثية الأبعاد.
وتعتبر الحادثة الاولى من نوعها التي يتم فيها أدوات “عبر البريد الإلكتروني” إلى الفضاء.
واستجابت وكالة الفضاء الأميركية ناسا لطلب تقدم به باري ويلمور قائد المحطة الفضائية الدولية لتصميم مفتاح مسنن يستخدم في ربط البراغي ذات الرأس المجوف.
وكان ويلمور قد ثبت طابعة ثلاثية الابعاد على متن المحطة الدولية في السابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني. وفي الخامس والعشرين من نفس الشهر، نجح في تصميم أول أداة تنتجها الطابعة، وهي قطعة غيار في الطابعة نفسها.
وظهرت هذه التقنية لأول مرة أوائل الثمانينيات ولكنها وصلت اليوم لتسمح بصناعة منتجات جديدة كليا، ولم تخطر على بال أحد، كما أنها تسرع من دورة الإنتاج ابتداء من التصميم وانتهاء بالتصنيع.
والتصنيع التتابعي والمعروف أيضا باسم الطباعة الثلاثية الأبعاد، هو العملية التي يتم من خلالها صنع أغراض ثلاثية الأبعاد من خلال نموذج رقمي يتشكل طبقة طبقة حتى الوصول إلى الوضع النهائي، وتشهد هذه التقنية تقدما سريعا وتستخدم بشكل متزايد للأغراض الصناعية.
من جانبه، قال مايك تشين، مؤسس شركة “صنع في الفضاء” صاحبة الطابعة ثلاثية الأبعاد “سمعنا باري ويلمور قائد المحطة عبر الراديو يقول إنه بحاجة إلى تلك الأداة، لذا فقد صممنا له واحدة من خلال برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر وأرسلناها إليه أسرع من أي صاروخ يمكنه توصيل تلك الأداة.”
وأضاف تشين “يمثل هذا المفتاح نهاية أول تجربة لدينا، وهي سلسلة من 21 تصميما مطبوعا لأولى الأدوات التي قمنا بتصميمها خارج محيط الأرض على الإطلاق.”
وفي السابق عندما كان رواد الفضاء يطلبون أداة معينة من الأدوات التي يحتاجونها، كان من الممكن لهم أن ينتظروا لشهور إلى أن يجري إرسالها إليهم في رحلات الإمدادات القادمة.
وتقول وكالة الفضاء الأميركية إن هذه الإمكانية الجديدة ستساعد رواء الفضاء على الاعتماد على أنفسهم بشكل أكبر مستقبلا في المهام التي ستستغرق وقتا طويلا في الفضاء.
وكانت بقية تلك التصميمات المطبوعة قد صممت قبل شحن الطابعة ثلاثية الأبعاد إلى المحطة الدولية في سبتمبر/أيلول على متن رحلة الإمداد الفضائية “سبيس اكس دراغون”.
وكان علماء صينيون نجحوا حديثا فى صناعة آلة للطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن لرواد الفضاء استخدامها عند قيامهم بمهام فضائية، وتعتبر الآلة الأولى من نوعها في الصين.
ووفقا لأحد كبار مهندسي فرع شانغهاي البحثي للشركة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، فإن الآلة قادرة على طباعة دعائم العدسات البصرية المستخدمة في معدات فضائية ومكونات معقدة تستخدم في معدات اختبار الطاقة النووية، وضواغط تستخدم في بحوث الطائرات، وتروس ذات أشكال خاصة تستخدم في محركات السيارات.
ويرى الخبراء ان الطباعة ثلاثية الأبعاد ستغير الصناعة بشكل جذري، حيث تستطيع هذه التقنية طباعة أي مكون صناعي وفيما يتم العمل حاليا على طباعة الأنسجة البشرية.
ويعتمد مستقبل الصناعة على هذه التقنية، والتي ستمكن من طباعة أي شيء من السيارة إلى أجهزة الإنسان كالقلب والرئة.