
قتل ما لا يقل عن ألفي شخص – غالبيتهم من تنظيم “الدولة الإسلامية” – وعشرات المدنيين في الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في الأراضي السورية منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن 1922 مسلحا من التنظيم، معظمهم أجانب، قتلوا منذ 23 سبتمبر/ أيلول العام الماضي.
واستهدفت الغارات مواقع التنظيم في محافظات حمص وحلب والحسكة ودير الزور والرقة.
وتوقع المرصد أن تكون الحصيلة الفعلية للقتلى بين صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” أكبر.
ولا يصدر التنظيم أي إحصاءات بخصوص خسائره البشرية في المواجهات.
ومن بين القتلى نحو 90 مسلحا تابعين لتنظيم “جبهة النصرة” المرتبط بتنظيم القاعدة، وفقا للمرصد الذي يوجد مقره في بريطانيا وتعتمد إحصائياته، كما يقول، على شبكة نشطاء داخل سوريا.
وقال المرصد إن الغارات أسفرت أيضا عن مقتل 66 مدنيا، بينهم عشرة أطفال.
واستمرت الخميس المواجهات الدامية بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة المسلحة المختلفة في مناطق متفرقة.
وبدأت مجموعات مسلحة إسلامية، بينها “جبهة النصرة”، هجوما على القوات الحكومية شمال غربي سوريا.
ومن المحتمل أن يكون هدف هجمات المعارضة السيطرة على مدينة جسر الشغور، في محافظة إدلب.
وذكر المرصد السوري أن مسلحي المعارضة سيطروا على خمس نقاط تفتيش حكومية من بينها اثنتان قرب جسر الشغور.
وقالت المعارضة إنها سيطرت على حواجز للقوات الحكومية في محيط معسكر القرميد التابع للقوات الحكومية.
وفي دمشق، استهدفت القوات الحكومية بالمدفعية وغارات جوية عدة مواقع لمسلحي “جيش الإسلام” في بساتين دوما الشرقية ومدينة حرستا، وهو ما أسفر عن 16 قتيلا حسب المعارضة.
كما تقول القوات الحكومية إنها سيطرت عدد من المباني الحيوية في حي صلاح الدين ذي الموقع الإستراتيجي في محافظة حلب.
لكن المعارضة ذكرت أنها فجرت مبان في الحي فقتلت جنودا حكوميين.
أوكسفام: فرار مليون سوري في الثمانية أشهر الماضية
أجبر نحو مليون سوري على مغادرة موطنه خلال الأشهر الثمانية الأخيرة بسبب تواصل الفتال فيه، وفق ما أعلن مستشار لدى منظمة أوكسفام الحقوقية. يأتي ذلك في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن عدد اللاجئيين السوريين بلغ أربعة ملايين.
قال مستشار السياسات للأزمة السورية في منظمة “أوكسفام” الحقوقية دانيال جوريفان تقديراتنا تشير إلى أن نحو مليون سوري اضطروا للهروب من مناطقهم في سوريا خلال الأشهر الثمانية الماضية نتيجة المعارك المتواصلة. وشدد في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية نشرته اليوم الخميس (23 أبريل/نيسان) على ضرورة أن “تكون هناك حلول للأزمة في سوريا تتمثل في سلام عادل ودائم، وإلاّ سيواصل السكان محاولاتهم للهروب عبر الحدود”، معربا في الوقت نفسه عن أسفه لأن الدول المجاورة تضاعف قيودها على لجوء السوريين إليها.
وقال جوريفان إن “تقريرنا الأخير أظهر ارتفاع عدد القتلى والمشردين وارتفاع حاجيات اللاجئين السوريين مقارنة بالعام الماضي”، مشيرا إلى أن مجلس الأمن دعا إلى إنهاء أعمال العنف في سوريا، لكن دعوته “تم تجاهلها” في وقت يشهد فيه “الاقتصاد السوري انهيارا كاملا”. وأضاف قائلا: “يجب إيجاد حل للنزاع في سوريا، خاصة وأن أغلبية السوريين يريدون في النهاية العودة إلى بلادهم لإعادة بناء حياتهم وبلدهم”. لكن في الوقت الراهن “يجب أن تتوفر لهم خيارات ليعيشوا حياتهم بأمان وكرامة في بلدان أخرى، ويجب أن تتوفر لهم المساعدة الكافية لاستكمال حياتهم خارج بلادهم”. وتوقعت مصادر مواكبة لحركة اللاجئين السوريين خارج البلاد أن تعلن الأمم المتحدة في وقت قريب عن ارتفاع عدد اللاجئين السوريين إلى دول الجوار إلى أربعة ملايين لاجئ، بينما تتضاعف معاناة هؤلاء في ظل شح المساعدات الدولية.