مناقب امرأة فاضلة – فائد زهر الدين

بقلم: فائد زهر الدين

ذكريات عطرة تفوح منها رائحة التضحية والعطاء، معطرة بعبق المسك والياسمين وخميرة الصفاء، متوجة بخالص الاخلاص وخلاصة الوفاء، مدعومة بقوة الصبر وجبروت الانتماء. نعم، إنها ذكرى الأم الحنونة المرحومة “أم حمد حلوة الولي”، صاحبة الفضل والإرادة، حيث كان لها الدور الكبير في إغاثة الملهوف، وقد كان يقصدها المحتاجون للعلاج من جميع أنحاء البلاد، وكانت ترحب بالجميع دون ملل أو كلل، وكان منزلها الدافىء يكاد لا يخلو من القاصدين يومياً، وقد شهد لها كبار الأطباء في المشافي بجودة العلاج والخبرة الناجمة عن كثرة التجارب ومعرفة الداء والدواء، خبرة تحتاج لاكتسابها سنوات طوال من العلوم الأكادمية والدراسة في مجالات الطب. إلا أن الست المرحومة أم حمد حلوة لم تكن تحتاج لكل ذلك، بل كانت بارادتها القوية وإيمانها الراسخ تقدم على العلاج بهمة وعزيمة منقطعة النظير، وتحاول أن تخفف من آلام المصابين المتعالجين بسرد بعض القصص القصيرة والاحجيات اللطيفة، لكي يلتهي المتعالج وينسى آلام العلاج. وأذكر بعض أقوالها وكلماتها على سبيل المثال: “في عندك صبر؟”، حيث كان المتعالج يظن أن المقصود فاكهة الصبر فيجيب لا، وهو يتلوى من الألم، وهكذا حتى إتمام العلاج الذي كان ينتهي بالشفاء في غالب الاحيان. كانت المرحومة معروفة بكرمها وحبها لعمل الخير، والتبرع للجمعيات الخيرية ودور الايتام في سوريا ولبنان، وقد حصلت على مكرمات من مشيخة العقل عرفانا لها بالجميل وعمل الخير، وكان الله سبحانه وتعالى قد من عليها بعمر مديد وصحة جيدة، حتى أواخر سني حياتها، حيث أنها لم تكف عن معالجة المحتاجين حتى بعد أن وهنت قواها وخفت عزيمتها، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على سرها عند خالقها ونِعَم المولى عليها، مما يجعل كل من عرفها يتساءل: ياترى هل سيجود الزمان بمثلها؟ إلى جنات الخلد ياخالتي أم حمد، أيتها الأم الحنون. ألف رحمة على روحك الطاهرة. رحلت ولكن ذكراك ستبقى حية في وجداننا وعقولنا إلى الأبد.

فائد زهر الدين

تعليقات

  1. الله يرحمك يا ستي حلوي قبل متوفت باسبوع كنت عندها رحت جبرت كتفي وكانت مش قادري تمشي غير حدا يهديها مع كل ها جبرتلي كتفي وقالتلي ارجع لعندي بعد اسبوع وبعد اسبوع وصلني خبر وفاتها الله يرحمها لام لحنوني صاحبه الفضل معش بصير بهالزمن متلها ام لكل

  2. الله يرحمها لام حمد،ويسلم ملافظك شيخ فايد زهر الدين،شو ما بتقول ما بتعطيها حقها….

التعليقات مغلقة.

+ -
.