منصور الشوفي يصنع الإسكوريت محلياً

كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن ضرورة تنويع الاقتصاد المحلي والانتقال من الاستهلاك إلى الإنتاج، ولكن قلائل خطوا بهذا الاتجاه خطوات عملية. أحد هؤلاء هو السيد منصور الشوفي الذي يعتبر أحد الصنائعيين الشباب ذوي العقل المنفتح في منطقتنا.

لقد افتتح السيد منصور مؤخراً مصنعاً صغيراً لتصنيع ألواح “الإسكوريت”. المصنع ليس كبيراً ويعتمد على ماكينة محوسبة واحدة، ويحتاج إلى عاملين اثنين لتشغيله، ولكن المهم فيه أنه مصنع منتج، يحول مادة خام إلى ألواح مصنعة، وهو بالتالي تغيير مهم في الذهنية التي سيطرت على المستثمرين في منطقتنا مؤخراً، والتي اقتصرت استثماراتهم على المشاريع الخدماتية والاستهلاكية التي تعتمد على جيوب المستهلكين المحليين.

مصنع الإسكوريت الجديد ذو طاقة انتاجية كبيرة، تزيد عن احتياجات منطقتنا، وهو بالتالي سيصدر قسما كبيراً من انتاجه إلى خارج الجولان، وهذا يعني دخلاً إضافياً لمنطقتنا، وهذه هي المشاريع التي تستطيع إحداث تغيير مهم في الاقتصاد المحلي، وتحسن من الأوضاع الاقتصادية للناس التي باتت في السنوات الأخيرة في تدهور مستمر.

يقول السيد منصور أن المصنع الجديد بإمكانه تلبية احتياجات المنطقة من ألواح الإسكوريت، ويتميز بقدرته على انتاج هذه الألواح بأحجام وأطوال مختلفة، وحسب رغبة الزبون، وهي ميزة مهمة، إذ لم يعد المستهلك ملزماً بشراء ألواح الإسكوريت بأطوال محددة موجودة في السوق، وبالتالي الاضطرار إلى قصها فيما بعد لتناسب الطول المطلوب بالنسبة له، مع ما يترتب على ذلك من خسارة في التي المادة يتم رميها كنفايات، وخسارة الجهد والوقت المطلوب لقص الألواح وملاءمتها، هذا بالإضافة إلى سرعة تلبية الطلبيات، حيث نلبي طلبات الزبائن خلال 24 ساعة من وقت تلقي الطلبية.

 مصنع ألواح الإسكوريت ليس الوحيد لدى السيد منصور الشوفي، فقد أقام قبل سنوات مصنعاً كبيراً لتصنيع الألواح المعدنية للعديد من الاحتياجات، وقد تحول هذا المصنع من ورشة عمل صغيرة تحت بيته، لتصنيع “قساطل الصوبيات”، إلى مصنع كبير ومهم في المنطقة الصناعية في مجدل شمس، يشغل 6  عمال ويؤمن دخلا ليس قليلاً لعائلاتهم. هذا المصنع يصدر معظم انتاجه إلى خارج الجولان.

إن هذا النموذج من الأعمال ورجال الأعمال هو النموذج المطلوب في منطقتنا، الذي علينا تشجيعه ليكون مثالا يحتذى به وليكون رافعة للاقتصاد المحلي وللمستوى المعيشي للناس.