لربما أصبحنا في الجولان المحتل مرغمين على البحث عن المدينة.. إنها المدينة التي تلجأ إليها المجتمعات من أجل الارتقاء.. لا مدينة نلجأ إليها، هذا قدرنا منذ حزيران 67 ، والمدن حولنا لا تليق بنا. ومن حيث لا ندري فإننا نسعى لتأسيس المدينة في القرية لتصبح القرية- المدينة ديناميكية جديدة في الجولان المحتل. ولكن لا بد من أم نتساءل: من هي المدينة؟
هل هي الرفاهية المادية والاستهلاك؟
هل هي الحرية إلى حد الفوضى؟
هل هي الاجتهاد في المظهر الخارجي؟
إنها كل شيء، لكنها لا تكتمل إلا بحضور ثقافي فني، كنمط حياتي لا يقل أهمية عن “مؤسسة الأعراس” و “مؤسسة البار”.. المدينة لا تكون مدينة إلا إذا كانت الثقافة والفنون حاجة كباقي الحاجات في المجتمع، حاجات إلى حدّ الاستهلاك اليومي.
هذا ما نسعى إليه في الجولان للتنمية- مسرح عيون، أن نساهم في خلق نمط ثقافي فني يضفي على حياتنا بعدًا آخر ويحاكي جوهرنا، وللسنة الخامسة على التوالي يسعدنا أن نقدم لكم في مهرجان الجولان للثقافة والفنون مجموعة من الأعمال الفنية، المحلية والفلسطينية، كخطوة نحو حوار ثقافي فني..
معًا لاستهلاك الثقافة والفن …
في الواحد والثلاثين من الشهر الجاري تشرين أول أكتوبر 2014 يعلن مسرح عيون – جولان للتنمية عن انطلاق فعاليات وبرامج مهرجان الجولان الخامس للثقافة والفنون والذي يستضيف احدى عشر عملا مسرحيا وموسيقيا وحركيا من الجولان المحتل والداخل الفلسطيني.. وتشارك في المهرجان فرق موسيقية تستحضر عمالقة الفن العربي في الغناء: جوقة بيات – والمسرح الراقص في الحب ديني، فرقة دام والفنانة الفلسطينية، ريم بنا، إضافة الى عدة اعمال مسرحية: قمر على باب الشام و مسرحية خطبة من روائع الأدب العالمي، ومسرحية الأطفال وردوسة، ومسرحية “طه”، وهي قصة شاعر لم يتوقف عن العشق، ومسرحية أرق الجميلة النائمة التي تحاول تسليط الضوء على معاني الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني، والمسرحية الإنسانية التي تعكس الأضواء على واقع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي “الزمن الموازي”.
نحن على موعد معكم في الواحد والثلاثين من أكتوبر /تشرين اول..
مهرجان الجولان الخامس للثقافة والفنون 2014