موسكو تتمسك بالأسد … وتواصل دعمه عسكرياً

أكدت موسكو أمس مواصلة تقديم الدعم العسكري للأسد ونفت وجود تفاهم أميركي – روسي يقضى برحيل الرئيس بشار الأسد، في وقت سيطر «داعش» على آخر حقول النفط السورية وسط البلاد، وسط تأكيد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون شن طائرة بريطانية غارة ضد قيادي في «داعش» نهاية الشهر الماضي بالتزامن مع مراجعة الإدارة الأميركية برنامجها لتدريب المعارضين المعتدلين واحتمال رفع عدد الذين ستتم إعادتهم إلى داخل سورية وسط أنباء عن وقف غرفة العمليات العسكرية في الأردن دعم فصائل «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» في ريف درعا.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي تحدث هاتفياً إلى نظيره الأميركي جون كيري السبت، أكد أن «الجانب الروسي لم يُخْفِ يوماً تسليم معدات عسكرية إلى السلطات السورية لمكافحة الإرهاب». وأضافت أن لافروف أكد لكيري أن روسيا «تواصل تقديم هذه المساعدة» للنظام.

وتدعو موسكو التي تدعم النظام بقوة، إلى اقامة تحالف إقليمي- دولي مع الجيش النظامي السوري لمكافحة تنظيم «داعش». وقالت زاخاروفا إن روسيا تعتبر أن «قوات الحكومة السورية هي القوة الأكثر فاعلية لمكافحة جماعة الدولة والإرهابيين الآخرين».

وشددت زاخاروفا على أن موسكو «لا تنخرط في وضع هندسات اجتماعية أو تعيين رؤساء في دول أجنبية أو إقالة آخرين»، مؤكدة أن «هذا يتعلق بسورية وبلدان أخرى في المنطقة، التي تستطيع شعوبها تقرير مصيرها بنفسها»، مشيرة إلى أن لافروف أعاد التأكيد خلال المحادثة مع كيري على الموقف الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام، من أنه «من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة روسيا في العمليات العسكرية في سورية».

وقال مصدر في وزارة الخارجية اليونانية ان السلطات تدرس طلبا اميركيا بمنع مرور طائرتين روسيتين في الفترة ما بين 1 و24 الشهر الجاري. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «تلقينا طلبا السبت وندرسه».

وفيما أفادت، شبكة «مسار برس» المعارضة بـ «توقف الدعم المادي واللوجستي الذي كان يحصل عليه بعض فصائل الثوار من غرفة العمليات في الأردن بحجة عدم قدرة هذه الفصائل على تحقيق انتصارات وعدم قبولها محاربة الخلايا التابعة لداعش» في ريف درعا، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، بأن واشنطن تعتزم إجراء إعادة هيكلة شاملة لبرنامجها المتعثر لتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة على قتال «داعش». وطبقاً لوثائق سرية، فإن البرنامج يعاني من نقاط ضعف كثيرة. وتعكف وزارة الدفاع (بنتاغون) حالياً على تقويم الخيارات، وبينها إرسال مقاتلين الى سورية بأعداد أكبر، وتغيير أماكن انتشارهم بحيث يحصلون على دعم شعبي أكبر، وتزويدهم بمعلومات استخباراتية أفضل.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات متقطعة» وقعت أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر في حقل جزل النفطي بعد سيطرة التنظيم على أجزاء كبيرة منه وتوقف الحقل عن العمل بسبب سحب العاملين منه. مضيفاً إن النظام بخسارته جزل «يكون فقد سيطرته على آخر حقل نفطي في سورية».

وكشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، عن أن بلاده شنت أول ضربة ضد «داعش» في سورية في نهاية آب (أغسطس) بواسطة طائرة من دون طيار، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من المتطرفين بينهم بريطانيان. وقال: «يمكنني القول أمام هذا المجلس إن (البريطاني) رياض خان قُتل في ضربة جوية محددة نفذتها طائرة من دون طيار من نوع راف في 21 آب أثناء تواجده في سيارة في منطقة الرقة».

إلى ذلك، شيّع أمس في السويداء ذات الغالبية الدرزية، الشيخ وحيد البلعوس المعروف بمعارضته النظام، بعد ثلاثة أيام على اغتياله مع حوالى 40 شخصاً بتفجير سيارتين مفخختين في المدينة جنوب البلاد.

+ -
.