رجح رئيس لجنة تعديل الدستور المصري عمرو موسى، في حديث إلى «الحياة»، أن يخوض قائد الجيش عبدالفتاح السيسي انتخابات الرئاسة المتوقعة في آذار (مارس) المقبل، مؤكداً أنه سيدعمه. ونصح جماعة «الإخوان المسلمين» بترك العنف والانضمام إلى العملية السياسية وتشكيل جبهة معارضة.
غير أن تلك الدعوة لن تلقى أثراً على ما يظهر خلال الفترة المقبلة، إذ أظهرت الجماعة أمس إصراراً على المضي في طريق التصعيد قبل أيام من انطلاق استفتاء الدستور. ووقعت مواجهات متفرقة بين الشرطة و «الإخوان» سقط خلالها ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، فيما أعلن الجيش توقيف أربعة مسلحين في الإسماعيلية وفي حوزتهم حزام ناسف ومتفجرات وأسلحة نارية.
وأعلنت وزارة الخارجية زيادة أعداد المقترعين المغتربين على الدستور قبل يومين من غلق باب الاقتراع، فيما تتكثف الاستعدادات لانطلاق الاستفتاء في مصر، إذ أعلن الجيش أمس بدء انتشار قواته لتأمين اللجان، متوعداً بـ «الحسم» تجاه أي محاولات للعرقلة أو العنف.
وأكد موسى دعمه الشديد لترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة باعتباره «خياراً شعبياً». وقال: «يجب أن نلتزم بالرأي الشعبي الذي يريد الرجل، وهذا تكليف للرجل، ولا مناص من ذلك».
وقلل من ردود فعل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على وصول السيسي إلى الرئاسة، قائلاً: «فليقل الغرب ما يريد وليقل الشرق ما يريد والإخوان أيضاً… الشعب يقول إنه يريد السيسي، ويجب أن نرضخ له». وتوقع أن «يسلم الأوروبيون والأميركيون بالأمر الواقع».
لكنه شدد على «ضرورة إجراء انتخابات نزيهة وتحت رقابة دولية حتى لا يشكك فيها أحد»، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي أرسل بعثة مراقبين للاستفتاء، إضافة إلى وجود المجتمع المدني المحلي والصحافة العالمية، كما رأى «ضرورة وجود منافسة» مع السيسي.
وألقى بالكرة في ملعب جماعة «الإخوان» في شأن ملف المصالحة، داعياً إياها إلى «التخلي عن العنف والانضمام إلى صفوف المعارضة، مع إجراء محاكمات بحق من وقف خلف العنف والقتل الذي حدث خلال الفترة الماضية… في طريقنا إلى الإصلاح نحتاج معارضة، لكن على أسس سياسية سليمة». لكنه لفت إلى «عدم وجود دلائل تشير إلى عودة الجماعة عن مسارها»، وهو ما ترسخ أمس في تصعيد جديد لمؤيدي «الإخوان».
وكان مئات من مؤيدي «الإخوان» خرجوا في مسيرات متفرقة في القاهرة وعدد من المحافظات، تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الذي حض أنصاره على الاحتشاد تحت شعار «أسبوع إسقاط استفتاء الدم»، قبل أن تتصدى لهم الشرطة وتقع مواجهات كان أعنفها في الإسكندرية حيث سقط قتيل بالرصاص والسويس حيث سقط قتيلان، إضافة إلى عشرات الجرحى في مختلف المحافظات.
وأضرم مؤيدو مرسي النار في سيارتي شرطة في مواجهات أخرى في أحياء الزيتون ومدينة نصر (شرق القاهرة) والمهندسين (جنوب القاهرة). وتمكنت الشرطة من تفريق مسيرات أخرى في مدينة نصر وشبرا والهرم، واعتقلت عشرات من أنصار «الإخوان».