ميشال عون رئيساً للبنان

انتخب البرلمان اللبناني العماد ميشال عون رئيسا للبلاد، منهيا حالة الجمود السياسي التي أدت إلى فراغ المنصب لأكثر من عامين.

وحصل عون، الذي ينتمي للطائفة المسيحية المارونية، على 83 صوتا، من بين الـ128 صوتا، أعضاء مجلس النواب، في محاولتهم الـ46 لانتخاب رئيس للبلاد، بعد جولتين من التصويت.

ودعم ترشيح عون جماعة حزب الله اللبناني الشيعي ذي النفوذ القوي.

ولكن تيار المستقبل المنافس كان رافضا لهذا الترشيح، حتى توصل إلى اتفاق أوائل هذا الشهر.

ويتوقع أن يتولى سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل، بناء على الاتفاق، رئاسة الوزراء.

وأدى جمود الوضع السياسي إلى شلل الحكومة، التي تكافح من أجل التعامل مع الانقسام الذي سببه الصراع في سوريا على مدى السنوات الخمس الماضية، ونزوح أكثر من مليون سوري إلى لبنان هربا من القتال.

Image copyrightAPImage captionجاء ترشيح عون بعد توافق بين القوى السياسية
وقد ظل منصب الرئيس في لبنان شاغرا منذ مايو/أيار عام 2014، بعد فشل الكتل السياسية في الاتفاق على مرشح يخلف الرئيس المنتهية ولايته، ميشال سليمان.

وينص الدستور اللبناني على أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية، ورئيس الوزراء مسلما سنيا، ورئيس مجلس النواب مسلما شيعيا.

ولم يحصل عون في الجولة الأولى من التصويت على ثلثي أصوات النواب الحاضرين، وعددهم 127، فأجريت جولة ثانية، فاز فيها بالأغلبية البسيطة المطلوبة.

وتم التوافق على ترشيح عون، البالغ من العمر 81 عاما، في 20 أكتوبر/تشرين الأول بعدما صرح الحريري بأنه سيدعم ترشيحه من أجل “حماية لبنان، وحماية النظام السياسي، وحماية الدولة والشعب اللبناني”.

وصعد نجم عون، زعيم التيار الوطني الحر، في الحرب الأهلية اللبنانية، باعتباره قائدا للجيش اللبناني ومناوئا للنظام السوري.

وعينه الرئيس أمين الجميل، في عام 1988، رئيسا لحكومة انتقالية، قبيل انتهاء فترته الرئاسية، ولكن المسلمين رفضوا سلطة عون، وتمسكوا بحكومة سليم الحص.

وأعلن عون بعدها “حرب التحرير” ضد القوات السورية في لبنان، وعلى الرغم من انتخاب رئيس جديد، عام 1989، لم يتنح عون عن رئاسة الحكومة، إلا بعدما أخرجته قوات مدعومة من سوريا من القصر الرئاسي، ثم غادر البلاد إلى المنفى بفرنسا، عام 1990.

وعاد إلى لبنان بعد انسحاب القوات السورية في عام 2005، تحت ضغط دولي، إثر اغتيال رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، والد سعد الحريري.

وعلى الرغم من معارضته الطويلة للنفوذ السوري في لبنان، عقد عون تحالفا سياسيا مفاجئا مع حزب الله، حليف سوريا القوي، عام 2006.

ووقف أيضا إلى جانب حزب الله في دعمه للرئيس السوري، بشار الأسد، في قمع الانتفاضة في بلاده.

أما تيار المستقبل، بزعامة سعد الحريري، فيعارض وجود قوة عسكرية لحزب الله في لبنان، وتدخله في سوريا.

+ -
.