تستمرّ “مينا”؛ الفرقة الموسيقيّة العالميّة بتقديم عروضها وإطلاق ألبومها الأوّل، فتزور في محطّتها السادسة قرية مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ، يوم السبت 9.4.2016 عند الساعة الثامنة مساءً في مسرح عيون. يأتي هذا العرض، الذي تستضيف فيه “مينا” الموسيقيّ رامي نخلة، بعد أن مرّت بأربع محطاتٍ بدأت من حيفا، مرورًا بيافا والناصرة وشفاعمرو، وستكون محطتها الخامسة يوم غدٍ في رام الله.
“مينا”، الفرقة المكوّنة من بيدرو بيريرا، ريكاردو كويليو، روي فيريرا، صوفيا برتغال، وتريز سليمان، تقدّم أغانٍ منتقاة من الإرث الموسيقيّ العالميّ، بعد عملية بحث وتنقيب طويلين، سيما في تراث الأماكن المهمّشة، في مادةً جديدةً من حيث التوزيع والتصرّف في اللحن والصوت ودمج اللغتين العربيّة والبرتغاليّة. “أعتقد أنّ جمال الأغنية التراثية يعود لكونها جاءت من الشعب، لا من نمط حياة فردٍ فيها”، تقول الفنانة صوفيا برتغال. وتضيف: “جاءت الأغنية التراثية البرتغالية في الوقت الذي عاش فيه شعب البرتغال زمن نظام دكتاتوريّ، زمن كان الفقر سببًا لجهل الناس عما يدور حولهم. لذلك، لم تكن أغانيهم متكلّفة، بل بسيطة وتتحدث عن الحياة والحب والعلاقات والزراعة”. أما عازف الجيتار بيدرو بيريرا، فيقول في مسألة التراث: “لم نهبط إلى الأرض من اللامكان، إن وعينا تجاه ما أنتجه الماضي هو الطريق الأوضح لإنتاج الحاضر”. بييرا، الذي يتعامل مع آلة غربية، يؤكد على أن اللحن والإيقاع الشرقيين لم يشكلا نقطة اختلاف في العمل على الأغاني، فهو يعتبر أنّ الخلفيات الموسيقية المختلفة التي يحملها أعضاء الفرقة أغنت التجربة وشكل التصرف في المادة. ثم إنها فتحت أبوابًا جديدة لإنتاج الصوت، كأن يعزف على الجيتار بدوزان مختلف عن المألوف”.
“المحافظة على التراث لا تعني تقديمه كما هو”
تختار مينا في ألبومها، الذي أنتجته بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان والمورد الثقافيّ، تسع أغانٍ من فلسطين والبرتغال وإسبانيا والعراق وسوريا ومصر والمغرب وتونس والبرازيل. ولا تكتفي بتقديم هذه الأغاني من خلال ألبوم موسيقيّ يعيد توزيعها ويتصرّف في نصّها ولحنها فحسب، بل تسعى إلى المساهمة في نقل المعرفة المتعلّقة بهذا التراث عن طريق كتيّب يضع قصص الأغاني. “عجيب أمر دمج الأغنية العربية بالبرتغالية؛ فحتى حين كنا نعتقد أن ليس هناك شيء مشترك في موضوعاتها، كنا حين نحفر في معناها نجد صورًا أو استعارات مشتركة”. تقول برتغال، “مسألة الدمج كانت تلقائية جدًا، في بعض الأحيان كان اللحن ما يجتذبها، أو الروح، أو الموضوعة، وفي جميعها كان ناجحًا”. أما بالنسبة لمسألة المحافظة على التراث، فتعتقد أنّ مجرد تقديمها في عصر مختلف، من قبل أشخاص مختلفين على خشبة مسرح، فإنّ ذلك كفيل بنزعها عن سياقها الأول وطبيعتها الأولى. “لمَ، إذن، لا نقدّم التراث بالصيغة التي تعجبنا، ونضع ثقلنا في العمل على تقديمه بالطريقة الفضلى”، تقول برتغال.
تقدّم “مينا” عروضها، التي ستمرّ كذلك بقرية مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ وتنتهي بمحطتها الأخيرة في حيفا يوم السبت 16.4.2016، بإشراف مسرحيّ من الفنان عامر حيحل، تصميم إضاءة: معاذ الجعبة، ميغائيل جيرا: صوت، تنفيذ ديكور: ميساء عزايزة، تنسيق إعلاميّ: أسماء عزايزة. وبالإمكان الاطلاع على تفاصيل أوفى عن العروض ومشاهدة فيديوهات للأغاني التي ستقدّمها “مينا” في عروضها عن طريق صفحتها في فيسبوك: “مينا”.