: هدنة بين مقاتلي المعارضة والجيش في الوعر قرب حمص

قال نشطاء سوريون السبت إن مقاتلي المعارضة السورية والقوات الحكومية وافقوا على هدنة في منطقة تسيطر عليها المعارضة قرب مدينة حمص وسط سورية.

 

وبدأت الهدنة في الوعر التي تقع على ضفة نهر العاصي قرب حمص الجمعة وتهدف إلى منح الطرفين الفرصة للتفاوض على اتفاق يسمح لمقاتلي المعارضة مغادرة المنطقة من دون التعرض للهجوم أو الاعتقال.

 

وقال الناشط السوري الذي يستخدم اسم ثائر خالدية إن الهدنة دخلت حيز التنفيذ الجمعة ومن المقرر أن تدوم ثلاثة أيام حتى ليل الأحد.

 

وأكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقراً له، وقناة المنار التابعة لحزب الله خبر الهدنة.

 

وتشبه الهدنة في الوعر، الهدنة التي توصل إليها مقاتلو المعارضة والقوات الحكومية في أوائل أيار (مايو) الجاري التي أدت في النهاية إلى خروج مئات المقاتلين المعارضين من مناطق كانوا يسيطرون عليها في حمص القديمة.

 

وتخضع الوعر لحصار منذ ستة أشهر من قبل القوات الحكومية التي منعت دخول الغذاء والمياه إليها حيث يعيش مئات الآلاف المديين.

 

وقال خالدية إنه على الرغم من أن مقاتلي المعارضة في موقع قوة في الوعر، إلاّ أنهم تعرضوا لضغوط من السكان لمغادرة المنطقة، لأنهم يخشون أن يصابوا بالمجاعة إذا دام الحصار فترة أطول.

 

من جهة أخرى أعرب الرئيس بشار الأسد عن “تقديره” لدعم حليفته روسيا، لا سيما في “الحرب ضد الإرهاب”، خلال استقباله، السبت، مسؤولاً روسياً كبيراً.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أن الرئيس الأسد “استقبل صباح اليوم وفداً حكومياً روسياً، برئاسة ديمتري روغوزين، نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية (…) حيث عبّر الرئيس الأسد عن تقديره لمواقف روسيا الداعمة للشعب السوري في الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب”.

وشدّد الأسد على”أهمية الدور الروسي في حماية الاستقرار في العالم، والوقوف في وجه محاولات الغرب الهيمنة على دول المنطقة”.

ويـأتي موقف الأسد بعد يومين من استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو)، لرفض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإحالة النزاع السوري على المحكمة الجنائية الدولية، وقبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية، التي يُتوقّع أن تبقيه في منصبه.

ويعتبر النظام أن الاحتجاجات التي اندلعت ضده، منتصف آذار (مارس) 2011، وتحوّلت بعد أشهر إلى نزاع دام، أودى بأكثر من 162 ألف شخص، “مؤامرة” ينفّذها “إرهابيون”، تدعمهم دول عربية وغربية.

وتُعدّ روسيا، إلى جانب الصين وإيران، أبرز حلفاء النظام السوري، وتوفّر له دعماً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.

وأكد روغوزين، من جهته، “ثبات الموقف الروسي في تعزيز صمود سورية، واستعدادها الكامل لترسيخ التعاون بين الجانبين، في شتى المجالات”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “سانا”.

وحال فيتو روسي صيني مشترك، الخميس، دون إصدار مجلس الأمن قراراً بإحالة النزاع السوري على المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع، بناءً لمشروع تقدّمت به القوى الغربية.

وهذه هي المرة الرابعة التي تستخدم الدولتان (روسيا والصين)، حقّ النقض (الفيتو) ضد قرارات قد تدين النظام، منذ بدء النزاع في البلاد.

ونقلت “سانا” عن المسؤول الروسي اعتباره أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري مطله الشهر القادم في سوريا “تكتسب أهمية كبرى في ظلّ الظروف الراهنة، لأنها تتيح الفرصة للسوريين للتعبير عن إرادتهم، ورسم مستقبل بلادهم”.

وأشارت “سانا” إلى أن لقاء الأسد بالوفد الروسي تناول أيضاً “العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية توسيع آفاق التعاون القائم بينهما”، مشيرة إلى أن روغوزين هو “رئيس الجانب الروسي في اللجنة المشتركة الروسية السورية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني”.

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن اللجنة وقّعت “مذكرة تفاهم حول مجالات التعاون في الإطار الجمركي والاقتصادي”، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

ويشغل المسؤول الروسي منصب نائب رئيس الوزراء، وهو مبعوث خاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس اللجنة العسكرية الصناعية في روسيا، بحسب صفحته الخاصة على موقع “تويتر”.

+ -
.