هل تصبح ألمانيا بديلا عن جامعة دمشق؟

بعد توقف سفر الطلاب الجدد إلى دمشق لمتابعة دراستهم الجامعية، بسبب الأزمة التي تعيشها سوريا منذ عامين ونصف، كان لا بد من إلبحث عن وجهة جديدة لشابات وشباب الجولان لمتابعة دراستهم الجامعية.

هذه الحالة ليست جديدة علينا، فبحكم الأوضاع الخاصة التي نعيشها منذ الاحتلال، كان البحث مستمراً بصورة دائمة عن جامعات تؤمن العلم لطلابنا، خاصة منذ نهاية السبعينات. وكان هذا الأمر يتم بصورة جماعية من خلال طلب منح تؤمن لطلابنا إمكانية الدراسة الجامعية. فبعد توقف طريق دمشق في العام 1982 تم تأمين منح دراسية للاتحاد السوفييتي، وتمكن قرابة 200 من شباب وشابات الجولان من متابعة دراستهم الجامعية هناك، ثم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1992، عادت طريق دمشق لتفتح من جديد، واستمر ذلك حتى العام الماضي، حيث تخرج المئات من طلابنا من جامعة دمشق خلال السنوات العشرين الماضية.

وبالرغم من أن القسم الأكبر من طلابنا أصبح يدرس، منذ سنوات، في الجامعات والمعاهد الإسرائيلية، إلا أن الدراسة في الخارج تبقى الخيار الوحيد للطلاب الراغبين في دراسة بعض الاختصاصات، كالطب البشري، طب الأسنان، الصيدلة، وغيرها من المواضيع، ذلك أن قبول طلابنا للدراسة في هذه الكليات في الجامعات الإسرائيلية يبقى أمراً شبه مستحيل.

وبعد توقف سفر معظم الطلاب إلى دمشق لمتابعة تعليمهم، عاد البحث من جديد عن مكان لطلابنا لمتابعة الدراسة فيه، ويبو أن الأمور تشير إلى أن ألمانيا هي البلد المفضل لدى شبابنا اليوم للدراسة الجامعية، بخلاف أن الأمر هذه المرة لا يتعلق بمنحة تم تأمينها كما جرت العادة حتى الآن، بل بخيار شخصي للطلاب وأهاليهم.

إذاً، ما السبب الذي يدعو الطلاب لاختيار ألمانيا للدراسة؟

يقول معظم الطلاب الذين تحدثنا معهم في هذا الموضوع، أن السبب الأهم هو أن الدراسة في ألمانيا مجانية، فعلى الطالب أن يدفع تكاليف تعلم اللغة الألمانية قبل بدء الدراسة فقط، ثم يتعلم في الجامعة مجاناً، ويتكلف مصاريف معيشته فقط.

يقول أحد الطلاب الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه كان يدرس الطب البشري في جامعة دمشق (سنة ثانية)، وبعد بدء الأحداث فضل عدم العودة إلى هناك، وهو يبحث منذ سنتين عن سبيل لاستئناف دراسته، إلى أن توجه مؤخراً إلى ألمانيا، حيث قرر الدراسة هناك.

ويوضح الطالب ان القضية ليست سهلة، فهو حالياً يدرس اللغة الألمانية، ثم عليه اجتياز بعض الامتحانات حتى يتم قبوله للجامعة، ويأمل بأن يتم له ذلك.

ويضيف، أن الطالب بألمانيا يشعر بالأمان، والجامعات متقدمة، ومستوى التعليم عالي، وجميع الظروف مهيئة للطالب ليتقدم في درسته، لذا من الطبيعي أن نرى هذا الإقبال على الدراسة هنا.

لا نملك أعداداً دقيقة عن عدد الطلاب الجولانيين الذين يدرسون اليوم في ألمانيا، لكن عشرة طلاب جدد سافروا إلى ألماني خلال الشهرين الأخيرين، ومن المرجح أن يزيد هذا العدد في السنوات القادمة، إذا لم يحدث أي تطور يغير مجرى الأحداث في منطقتنا.

+ -
.