ألقت دارسة حديثة بظلال الشك بشأن فاعلية المكملات الغذائية في الوقاية من الأمراض، وتساءلت إذا ما زال تناول هذه المكملات أمرا مفيدا أم لا؟
وتعتبر عملية متابعة الأخبار المتداولة عن المكملات الغذائية مشابهة إلى حد ما لمحاولة متابعة مباراة تنس الطاولة سريعة الإيقاع. واستنتجت إحدى الدراسات أن المكملات (الحبوب) تسهم في تحسن الصحة، بينما شككت دراسة أخرى في فوائد تناول هذه المكملات. ومع ذلك، فما زالت النتائج متضاربة.
* مكملات غير فعالة
* في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، أجرت «فرقة مهمات الخدمات الوقائية الأميركية» (U.S. Preventive Services Task Force)، وهي لجنة مكونة من خبراء الوقاية من الأمراض، مراجعة شاملة للأبحاث التي نشرت على مدار العقد الماضي. وتوصلت الفرقة إلى استنتاج بعدم وجود دليل كاف يدعم الادعاء بأن استعمال مكملات الفيتامينات والمعادن يساعد على الوقاية من أمراض القلب والسرطان أو تقليل حالات الوفاة الناتجة عن هذه الأمراض عند البالغين الأصحاء. وعلاوة على ذلك، نجد أن افتتاحية «دورية حوليات الطب الباطني» (Annals of Internal Medicine) – المنشورة بتاريخ 17 ديسمبر (كانون الأول) 2013 – حثت المستهلكين على «التوقف عن تبديد المال من خلال شراء مكملات الفيتامينات والمعادن».
ولكن هل يعني ذلك عدم فاعلية المكملات الغذائية للوقاية من الأمراض؟
وفقا لما يراه هاورد سيسو، أستاذ الطب المشارك في كلية طب هارفارد، وخبير علم الأمراض الوبائية في مستشفى بريغهام للنساء: «أن الأمر ليس كذلك تماما». ولم يتوصل عدد من التجارب السريرية التي أجريت في الماضي إلى وجود أي فائدة من تناول الكثير من الجرعات الكبيرة من مكملات الفيتامينات والمعادن الفردية للوقاية من الأمراض المزمنة. وأضاف سيسو قائلا: «كانت تلك الاستنتاجات معروفة وغير مفاجئة. بيد أن هذه الدراسة تشير إلى وجود بعض الفوائد من تناول الفيتامينات المتعددة».
وفي الدراسة الصحية الثانية للأطباء، نجحت الفيتامينات المتعددة بالفعل في تقليل نسبة الإصابة بالسرطان لدى الرجال. وعلى الرغم من هذه المكملات قد يكون لها نفس التأثير لدى النساء، فلا بد من إجراء المزيد من الدراسات للتأكيد على ذلك.
ويوجد القليل من مكملات الفيتامينات والمعادن التي تستحق إجراء المزيد من الدراسات بشأنها. ويقول سيسو «ما زال هناك الكثير من المكملات الواعدة للوقاية من الأمراض المزمنة وهي تستحق أن تخضع للمزيد من الأبحاث، مع توجيه الانتباه إليها. وعلى سبيل المثال، تشير الكثير من الدراسات إلى أن فيتامين (دي) قد يساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة، لكننا نفتقد لوجود تجارب عشوائية وطويلة الأمد في هذا المجال».
ومن أجل تحقيق هذا الغرض، يعمل سيسو حاليا مع زملائه لتنفيذ تجربة «فايتال (VITAL) التي تضم أكثر من 20 ألف رجل وامرأة. ومن المنتظر أن تكشف هذه التجربة عن آثار فيتامين (دي) (وكذلك أوميغا3) فيما يتعلق بمخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية».
* أسباب تناول المكملات
* في حين أن الأبحاث قد لا تكون حتى الآن متناسقة أو مقنعة بما يكفي لتقديم توصيات شاملة للنساء بشأن استخدام المكملات، يمكن أن يحدد كل فرد بنفسه مدى حاجته إلى أخذها أم لا، والأنواع التي يحتاجها بحسب وضعه الصحي.
وعلى سبيل المثال، إذا كنت مصابة بهشاشة العظام أو معرضة للإصابة به، فمن المحتمل أن ينصحك طبيبك بتناول مكملات الكالسيوم وفيتامين «دي». وقد يحتاج أي شخص فوق عمر الـ50 إلى مكمل الفيتامين «بي 12» لأن الجسم يجد صعوبة في الحصول على هذا المغذي من الأطعمة مع التقدم في السن. وإذا كان نظامك الغذائي غير مثالي، فقد يكون من المفيد إضافة الفيتامينات المتعددة إلى ذلك النظام يوميا. ويوضح سيسو قائلا «غالبا ما ننسى أن السبب الأساسي لتناول الفيتامينات المتعددة يجب أن يكون للوقاية من النقص الغذائي أو عدم وجود القدر الكافي من الفيتامينات والمعادن الأساسية. وبما أننا لا نعتقد بوجود أي مخاطر لتناول الفيتامينات المتعددة على المدى القصير أو الطويل، بجانب قدرتها على معالجة النقص في النظام الغذائي، فإني لا أرى أي تأثير سلبي لدى تفكير النساء بتناول الفيتامينات المتعددة يوميا».
* اختيار المكملات المناسبة
* يعتبر الأمر الأصعب من تحديد مدى الحاجة إلى مكمل غذائي هو اختيار النوع الذي يجب تناوله. ويقول سيسو «حينما نذهب إلى قسم المكملات الغذائية في أي متجر – حتى لو كنا نحاول مجرد شراء حبوب الفيتامينات المتعددة – فسنجد أرففا كثيرة وخيارات لا تحصى، ولذلك فقد يكون هذا الأمر مربكا».
ويقترح سيسو اختيار الماركات المشهورة من الفيتامينات المتعددة التي خضعت لاختبارات السلامة بصورة جيدة والتي غالبا ما تتلاءم مع الجرعات المنخفضة اليومية من الفيتامينات والمعادن الموصى بها.
وعلى وجه العموم، لا ينصح سيسو بتجربة بعض من تركيبات الفيتامينات المتعددة المعينة والمتخصصة – مثل تلك الموجهة لتحسين المناعة أو الحفاظ على صحة القلب أو اكتساب الطاقة، وما إلى ذلك – ما لم يخبرك الطبيب ويوصيك بتناول تركيبة معينة تفيد حالتك». وعلى الرغم من ذلك، فإذا كنت فوق عمر الـ50، قد يكون الفيتامين المخصص لكبار السن مفيدا لأنه قد يحتوي على مستويات مناسبة من الفيتامينات والمعادن بشكل أكثر للأشخاص الذين في نفس مرحلتك العمرية.
وإذا كنت تتناولين الفيتامينات المتعددة، فقد تميلين إلى الاعتماد عليها كحل سهل للنظام الغذائي غير الصحي، ولكن هذا الأمر ليس هو الغرض المقصود منها. واختتم سيسو حديثه قائلا، إن «تحسين النظام الغذائي هو نقطة البداية بالنسبة لأي نظام من الغذاء، ثم يجب استشارة طبيب الرعاية الأولية حول نوع الفيتامينات المتعددة أو أي مكمل آخر يتلاءم مع اتباع هذه الطريقة».
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».
* حبوب السلينيوم وفيتامين «إي» تزيد من أخطار الإصابة بسرطان البروستاتا
* تناول كميات إضافية من فيتامين «إي» (E) أو السلينيوم (selenium) يوميا، يمكن أن يزيد من خطر سرطان البروستاتا، وفقا لدراسة نشرت في 22 فبراير (شباط) الماضي في الإصدار الإلكتروني لمجلة معهد السرطان الوطني.
تؤكد هذه النتائج الشكوك التي راودت الباحثين منذ ظهور أولى نتائج «تجربة درء حدوث السرطان بـ(تناول) السلينيوم وفيتامين (إي)» Selenium and Vitamin E Cancer Prevention Trial عام 2008. أو (SELECT) باختصار.
وقد أوقف الباحثون تجربة (SELECT) فورا بعد أن عجزوا عن العثور على أي دلائل تشير إلى أن تناول هذه المكملات (الحبوب) يوميا – 200 ميكروغرام من السلينيوم، 400 وحدة دولية من فيتامين «إي»، أو كليهما – يقلل من خطر حدوث سرطان البروستاتا. كما افترضت النتائج المبكرة لتلك التجربة أيضا أن تناول فيتامين «إي» قد زاد من احتمالات حدوث سرطان البروستاتا بنسبة 17 في المائة. وقد استند البحث الجديد إلى دراسة متابعة لحالات الرجال الذين درسوا ضمن تجربة (SELECT) السالفة. وقارن الباحثون في البحث الجديد 1739 رجلا من الذين شخص لديهم سرطان البروستاتا مع 3117 من الرجال غير المصابين بهذا السرطان. وكانت أعمار الرجال 50 سنة فأكثر في بداية الدراسة عام 2001.
* ظهر أن الرجال الذين تناولوا كمية إضافية من السلينيوم (مع، أو من دون، فيتامين «إي»)، وكانوا في نفس الوقت يتناولون كميات جيدة من السلينيوم ضمن غذائهم اليومي في بداية الدراسة، سيعانون خطر الإصابة بسرطان البروستاتا الخطير بنسبة 91 في المائة أكثر من الآخرين. كما ظهر أن تناول السلينيوم الإضافي لم يزد من خطر الإصابة بالسرطان لدى الرجال الذين تناولوا كميات قليلة من السلينيوم في البداية.
* ظهر أن الرجال الذين تناولوا فيتامين «إي»، لكن كانت لديهم بالفعل مستويات قليلة نسبيا من السلينيوم، ازداد لديهم عموما خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 61 في المائة وخطر الإصابة بسرطان البروستاتا الخطير بنسبة 111 في المائة.
وهكذا، فإن الخلاصة الأساسية هي أن على الرجال ألا يتناولوا حبوب السلينيوم أو فيتامين «إي»، أما بشكل منفرد لكل منهما وإما ضمن حبوب الفيتامينات المتعددة، بصفتهما وسيلة لدرء حدوث سرطان البروستاتا.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».