هل يساهم ‘رجال الآثار’ في حماية تراث سوريا؟

شكرت الامم المتحدة هوليوود لنشرها الوعي بالجرائم التي ترتكب في حق التراث في الصراع السوري في فيلم “رجال الاثار” وذلك في الوقت الذي يحاول فيه العالم وقف نهب التراث السوري اثناء الحرب الاهلية المستمرة منذ ثلاثة اعوام.

http://www.youtube.com/watch?v=CreneTs7sGs

وقال فرانسيسكو باندارين المدير العام المساعد في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الاربعاء إن المنظمة بدأت الشهر الماضي تدريب مسؤولي الجمارك والشرطة في دول لبنان وتركيا والاردن المجاورة لسوريا على البحث عن التراث المهرب من سوريا.

وقال باندارين إن فيلم هوليوود الجديد – الذي يتحدث عن قصة خبراء مكلفين باستعادة كنز فني سرقه النازيون اثناء الحرب العالمية الثانية – سيساهم في نشر الوعي العالمي بشأن التجارة غير المشروعة في التحف المسروقة اثناء الصراعات الحديثة مثلما هو الحال في سوريا ومالي وليبيا.

كتب الفيلم ويخرجه جورج كلوني، ولهذا يعتبر كلوني هذا العمل مهمة صعبة وتحدٍ كبير، إذ إنه يقع على عاتقه مهام كبيرة تتعلق بدوره كمخرج وكمؤلف وكبطل للفيلم، ويشاركه البطولة كل من كاتي بلانشيت، مات ديمون، بل موراي، وجون جودمان، والأحداث تدور فى إطار درامي وتشويقى حول عملية اتحاد مؤرخي الفن والآثار وأمناء المتاحف من أجل استعادة أعمال فنية شهيرة سرقها النازيون فى عهد أدولف هتلر، حاكم ألمانيا.

وقال باندارين عن الفيلم الذي يفتتح في اميركا الشمالية الجمعة “أود ان اتوجه بالشكر إلى هوليوود للفت انتباه العالم إلى هذه القضية لانه في بعض الاحيان تكون هوليوود اكثر قوة من نظام الامم المتحدة بكل هيئاته مجتمعة”.

وقال للصحفيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك ” قضية حماية التراث هذه ستكون في عقل الجميع وبالنسبة لنا فهذه فرصة هائلة”.

وقال باندارين إن الاتحاد الاوروبي أعطى اليونسكو 2.5 مليون يورو (3.4 مليون دولار) هذا الاسبوع لتشكيل فريق في بيروت لجمع المزيد من المعلومات عن الوضع في سوريا لمكافحة تهريب التحف والاثار ونشر الوعي دوليا ومحليا.

ويمتد التاريخ السوري من الامبراطوريات العظمى في الشرق الاوسط إلى فجر الحضارة الانسانية غير ان المواقع الثقافية والمباني في انحاء الدولة مثل الجامع الاموي نهبت او لحقت بها اضرار او تعرضت للدمار بسبب الصراع.

ومضى باندارين يقول إن بعض التحف والاثار تمت استعادتها بالفعل في بيروت من ضمنها بعض التماثيل التي تم التنقيب عنها بشكل غير قانوني في مدينة تدمر الصحراوية. وقال باندارين ان اعمال التنقيب عن الاثار بشكل غير قانوني في سوريا تمثل تهديدا ثقافيا كبيرا.

وأبلغت الحكومة السورية اليونسكو انها أخلت 24 متحفا ونقلت محتوياتها إلى أماكن أكثر أمنا.

وأبلغ مأمون عبدالكريم المدير العام للمتاحف والاثار في سوريا العام الماضي ان عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي 10 آلاف سنة من عمر حضارة البلاد نقلت إلى مخازن خاصة لتجنب تكرار ما حدث في بغداد عندما نهبت متحف العاصمة العراقية قبل عشر سنوات عقب الغزو الأميركي والإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.

+ -
.