يبدو أن شركة «هيونداي» تطمح إلى رفع طراز «سانتا في» باتجاه الفئات الفاخرة في قطاعه كي تنافس الشركات الألمانية التي تتصدر قائمة الفئات الرباعية الرياضية، ففي الجيل الثالث من سيارة «سانتا فى» التي طرحتها أخيرا، قدمت الشركة لمسات غير معهودة من الفخامة والتجهيز الداخلي. وقدمت أيضا سيارة تتسع لسبعة مقاعد في إطار تصميم داخلي مرن ومعدل يعتمد على مواد فاخرة وتصميم ديناميكي سلس من السهل التعود عليه.
http://www.youtube.com/watch?v=y1F-Ex75ey8
وتنظر الشركة إلى هذه السيارة على أنها أفخم سيارة أنتجتها من هذا القطاع. ومن الواضح أنها بذلت فيها جهدا واضحا في تطويرها يعكسه سعرها الذي ارتفع بسرعة من 27 ألف دولار إلى نحو 40 ألف دولار وفقا لخيار المحرك والتجهيزات.
وتتوقع الشركة أن يحقق الجيل الثالث من «سنتا في» في الشرق الأوسط النجاح الذي سبق أن حققه جيلاها السابقان، وهي تنافس بالنوعية والتجهيز والتسعير في آن واحد في معادلة منافسة صعبة.
بعد تجربة «سانتا فى» في لندن، يمكن القول إنها تتفوق في نوعية القيادة، ولا تنقصها القدرة حتى بمحرك الديزل الذي لن يصدر إلى الشرق الأوسط. وسوف تطرح «سانتا فى» في المنطقة بخيار السبعة مقاعد وواحد من المحركين البتروليين، الأول بست أسطوانات سعة 3.3 لتر يوفر للسيارة قدرة 270 حصانا و318 نيوتن متر من عزم الدوران، والآخر أصغر حجما بسعة 2.4 لتر وأربع أسطوانات يوفر 176 حصانا وعزم دوران أقصى يبلغ 227 نيوتن متر. ويمكن الاختيار بين الدفع الرباعي أو الأمامي، وناقل حركة يدوي أو أوتوماتيكي بست سرعات.
وعلى رغم من اقتراب سعر «سانتا في» من ثمن «بي إم دبليو إكس 3» إلا أنها تتفوق عليها في مساحة المقصورة وتعتمد على ضمان لمدة خمس سنوات وتصنيف خمس نجوم من هيئة السلامة الأوروبية (يورو إنكاب). ولكن هناك من يعد أن دفع المبلغ الإضافي للحصول على علامة تجارية ألمانية يبقى استثمارا جيدا، ولكن قرارا كهذا يحب أن تسبقه تجربة السيارتين وتقييم كل منهما وفق ما تقدمه.
التصميم الخارجي لـ«سانتا فى» جيد ويتفوق على سيارات أخرى في القطاع ذاته مثل «هوندا سي آر في» الجديدة. وهي واضحة الرؤية من مقعد السائق لكل زوايا السيارة وتوفر جلسة مريحة وتطل على الطريق من ارتفاع يعلو السيارات العادية الأخرى.
وفي الداخل، تنتشر مساحات التخزين بين المقعدين الأماميين وفي بطانة الأبواب. وتوجد حوامل أكواب في متناول السائق والراكب الأمامي. ويتم التحكم بالمقاعد الأمامية كهربائيا وهي مزودة بنظام تسخين أيضا. كما يمكن التحكم في تحريك مقاعد الصف الثاني أيضا مع ضبط زاوية ظهر المقاعد، ولكن ذلك قد يكون على حساب مقاعد الصف الثالث التي لا تتوفر لها مساحات كافية. وهي لا تصلح في أفضل الأحوال إلا لركوب الأطفال.
والسيارة مرنة التصميم الداخلي بحيث يمكن طي مقاعد الصف الثالث والاستفادة من مساحة شحن كبيرة تمتد إلى مساحة أوسع بعد طي صفي المقاعد الخلفية للحصول على أرضية مسطحة يمكن تخصيصها لحمل أمتعة كبيرة الحجم. وفي الصف الثاني من المقاعد يمكن الاستغناء عن المقعد الوسطي وطي مسند ذراعين عريض لتخرج منه حمالات أكواب لركاب هذا الصف.
ومن التقنيات المتاحة في هذه السيارة وصلة «بلوتوث» للاتصالات اللاسلكية وإمكانية ركن السيارة أوتوماتيكيا والتحكم الصوتي في الوظائف. وتحتوي لوحة القيادة في موقع سفلي وسطي على منفذ «يو إس بي» وآخر للشحن. والسيارة مزودة بكاميرا عكسية وبشاشة فعالة تعمل باللمس وتوفر الكثير من الوظائف إلى جانب الملاحة. ولا يحتاج السائق إلى البحث عن عناوين جهة السفر، فما عليه إلا تحريك الخريطة بإصبعه والإشارة إلى المدينة أو الموقع الذي يود التوجه إليه ويقوم نظام الملاحة في السيارة بالمهمة على أتم وجه.
ويختار السائق بين وضعيات القيادة العادية أو الناعمة «كومفورت» أو سبور الرياضية. ولكل منها ضبط مختلف لنظام التعليق وارتباط مباشر بكمية الوقود المستهلكة. وهي توفر الدفع الرباعي الدائم مع بعض المزايا الخاصة بالدفع الرباعي مثل التحكم في السرعة على المهابط وعدم التقهقر على المرتفعات. ويمكن اختيار نماذج تنطلق بالدفع الثنائي وهي مخصصة أكثر للانطلاق على الطرق وتتميز بتوفير استهلاك الوقود.
سيارة الاختبار كانت جيدة التجهيز، ولكن بالمقارنة مع سيارات مشابهة في القطاع كانت تفتقر لعدد من التجهيزات المهمة مثل عدم وجود نظام وقف تشغيل المحرك عند توقف السيارة، كما أن نظام كروز فيها من النوع العادي غير المتفاعل مع السرعة. ولم تزود السيارة بنظام تشغيل كهربائي لغطاء صندوق الأمتعة الخلفي. ويبدو الدفع الرباعي الدائم مسرفا بعض الشيء في استهلاك الوقود، ولكن يمكن ضبط السيارة على نوعية «إيكو» للقيادة الاقتصادية، وهنا يتحول التركيز من التسارع إلى الانطلاق الهادئ وتستغرق السيارة بعض الوقت في الاستجابة لمطالب السائق ولكن توفير الوقود في هذه الحالة يكون ملحوظا.
ولكن سيارة الاختبار احتوت على تقنيات متعددة معظمها مدرج ضمن التجهيزات الأساسية التي يشملها سعرها. من هذه التجهيزات عجلات رياضية بقطر 19 بوصة، ومرايا جانبية بلون السيارة، وجناح خلفي علوي بأضواء ثالثة للمكابح، ومقود فعال بكسوة جلدية، ونظام دخول السيارة وتشغيلها بلا مفتاح، وأدوات استشعار خلفية وأمامية ونظام تعليق يعزز أفقية السيارة إضافة إلى سقف بانورامي عريض.
وتتفوق «سانتا في» أيضا في تجهيزات الأمان التي تشمل سبع وسائد هوائية منها وسادة لحماية ركبة السائق. وهي توفر حماية الستائر الجانبية ونظام منع انغلاق المكابح بالإضافة إلى نظم التشبث والتحكم في الهبوط على المنحدرات.
«سانتا في» سيارة سلسة القيادة تتميز بالثبات على سرعات تفوق 70 ميلا في الساعة على الطرق السريعة. وهي خيار جيد للعائلة خصوصا لمن يبحث عن رباعية رياضية تستوعب سبعة ركاب.