وصلت المعارضة السورية إلى بوابة آخر معقل عسكري للنظام في ريف إدلب وسط استعادة فصائل إسلامية مناطق من «داعش» في ريف حلب المجاورة، في وقت واصلت موسكو مشاوراتها مع معارضين سوريين بالتزامن مع زيارة مبعوث أميركي رفيع المستوى، حيث أكدت الخارجية الأميركية سعيها لعملية انتقال سياسي «بعيداً من بشار الأسد».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي فصائل إسلامية شنوا «هجوماً عنيفاً على مطار أبو الظهور العسكري المحاصر منذ أكثر من عامين وسيطروا على البوابة الرئيسية للمطار من الجهة الشمالية وعلى نقاط عدة عند أطرافه»، لافتاً إلى أن «أعداداً كبيرة من المقاتلين هاجموا المطار تتقدمهم مجموعات انغماسية (انتحارية) اقتحمت بوابة المطار الرئيسية بواسطة دراجات نارية».
وتسببت المعارك والتفجيرات والقصف بمقتل 16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين و18 عنصراً من الفصائل الإسلامية. ونقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل عن مصدر عسكري، أن «الوحدات المدافعة عن مطار أبو الضهور في ريف إدلب وبإسناد سلاح الجو، تتصدى لمحاولات اعتداء على المطار وتقضي على أعداد من إرهابيي جبهة النصرة وتدمر أسلحتهم ومعداتهم بمن فيها».
وباتت محافظة إدلب في مجملها خارج سيطرة قوات النظام، باستثناء هذا المطار وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون شيعة موالون وتدافع عنهما ميليشيات موالية و «حزب الله» اللبناني، حيث لا تزال هدنة سارية بموجب اتفاق بين إيران و «أحرار الشام الإسلامية» شمل الزبداني في شمال غربي دمشق.
وأفادت «حركة أحرار الشام» في بيان على موقع «تويتر» أمس، بأن مقاتليها، بالاشتراك مع فصائل أخرى «طهروا» قرية صندف في ريف حلب من عناصر «داعش» بعد هجوم شنه التنظيم على قرى قرب بلدة مارع معقل الفصائل الإسلامية في ريف حلب، التي يتوقع أن تكون ضمن المنطقة الآمنة بموجب اتفاق أميركي- تركي.
سياسياً، وسعت موسكو دائرة الأطراف المعارضة التي تجري حوارات معها، بانضمام شخصيات لم تكن شاركت سابقاً في اللقاءات التي تستضيفها روسيا، مثل وزير المصالحة في الحكومة السورية علي حيدر، الذي أجرى محادثات في الخارجية الروسية وبات معلوماً أنه سينضم الى اجتماعات المعارضة المقبلة. وفي مؤشر الى استمرار تنسيق التحركات التي يقوم بها الروس مع واشنطن، شهدت العاصمة الروسية أمس، جولة محادثات خلف أبواب مغلقة وجمعت مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، مع مايكل راتني المبعوث الأميركي الخاص لشؤون سورية، الذي يزور موسكو حالياً. وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن اللقاء تركز على الشأن السوري.
في واشنطن، أعلنت الخارحية الأميركية في بيان، أن «الولايات المتحدة تواصل التزامها القوي بتحقيق انتقال سياسي حقيقي قائم على التفاوض بعيداً عن بشار الأسد بهدف وضع حد للعنف». وأضافت: «استمرار الأسد في السلطة يزيد التطرف ويذكي التوترات في المنطقة، لهذا فإن الانتقال السياسي ليس فقط ضروري لمصلحة الشعب السوري بل ويعد جزءاً مهماً في القتال من أجل هزيمة المتطرفين».
في نيويورك، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي بأنه ينوي تشكيل فريق من ثلاثة أشخاص للتحقيق في الهجمات الكيماوية الأخيرة في سورية. وستعمل هذه اللجنة على تحديد من يقف وراء الهجمات وفقاً للقرار الذي أقره مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الجاري لتحديد المسؤولية في استخدام مواد سامة محظورة.