قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الفرنسية عقب محادثات اجراها في باريس مع نظيره الروسي سيرغيه لافروف قبيل انعقاد مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا في سويسرا الاسبوع المقبل إنهما بحثا امكانية ترتيب اتفاقات محلية لوقف اطلاق النار في اماكن متفرقة من سوريا، كما بحثا استعداد حكومة الرئيس بشار الأسد لفتح منافذ آمنة لايصال الاغاثة الى محتاجيها.
وقال كيري عقب مباحثاته مع لافروف “تحدثنا عن امكانية ترتيب وقف لاطلاق النار، ربما في حلب.”
وقال الوزير الروسي إن الحكومة السورية تدرس امكانية فتح منافذ آمنة لايصال مواد الاغاثة للمناطق المحاصرة التي يسيطر عليها المعارضون.
واضاف المسؤول الامريكي انه بحث مع نظيره الروسي ايضا موضوع اجراء تبادل للسجناء والاسرى في سوريا، قائلا إن المعارضة السورية ابدت استعدادها لاعداد قوائم باسماء هؤلاء.
قال وزير الخارجية الروسي إنه ينبغي إشراك ايران والسعودية في مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، كما أكد المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ضرورة حضور ايران المؤتمر.
ميدانيا، قال الاعلام السوري الرسمي وناشطون معارضون إن 19 شخصا على الاقل قتلوا في قصف بالهاونات استهدف حيين من احياء مدينة حمص.
وقالت وكالة سانا السورية الرسمية للانباء في وقت متأخر الاحد إن عدة قذائف هاون سقطت على حيي الغوطة وكرم الشامي المواليين للحكومة.
وحملت الحكومة السورية “ارهابيين” مسؤولية القصف.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان الموالي للمعارضة وقوع القصف.
يذكر ان الحرب الدائرة في سوريا اسفرت منذ اندلاعها في مارس / آذار 2011 عن مقتل اكثر من 120 الف شخص.
وعلى صعيد القتال الدائر ما بين الفصائل المعارضة المختلفة الناشطة في الساحة السورية، قال المرصد السوري الاثنين إن مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام (التي اصطلح ان يشار اليها باسم “داعش”) قد استولوا على الجزء الاكبر من بلدة الباب في محافظة حلب بعد قتال عنيف خاضوه ضد مسلحي فصائل اخرى.
وأسفر القتال الذي دار بين الفصائل الجهادية المتطرفة من جهة وتلك الاكثر اعتدالا من جهة اخرى شمالي سوريا في الايام العشرة الاخيرة عن مقتل 700 شخص تقريبا.
ونقلت وكالة فرانس برس عن رامي عبدالرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا قوله “فرضت داعش سيطرتها الكلية تقريبا على بلدة الباب الواقعة شمال شرق حلب، وما زالت اصوات اطلاق النار تسمع في البلدة ولكن لم يتضح ما اذا كانت متأتية عن قتال او عمليات تمشيط.”
يذكر ان القوات السورية الحكومية فقد السيطرة على الباب منذ نحو عام كامل، ولكن البلدة تعرضت لغارات جوية عنيفة في اليومين الماضيين.
وقال المرصد إن الغارات التي نفذها الطيران الحربي السوري اسفر عن مقتل 50 شخصا.
واضاف المرصد ان الفصائل المعارضة المناوءة “لداعش” تحقق تقدما في بلدة جرابلس الحدوجية مع تركيا.
وقال المرصد “تواصل القتال ليلا في جرابلس بين مسلحي داعش من جهة ومسلحي الجبهة الاسلامية وغيرها من جهة اخرى حيث حققت الاخيرة تقدما،” مضيفا ان القتال اندلع في البلدة عقب انقضاء مهلة اعطتها الفصائل المناوءة لداعش لتنسحب من جرابلس دون ان يتقيد بها مسلحوها.
كما اندلعت معارك بين الطرفين المعارضين في محافظة ادلب الشمالية الغربية والرقة.
وكان مسلحو داعش في الرقة قد اصدروا بيانا الاحد اتهموا فيه المعارضين الذين يقاتلوها بمحاولة ارضاء الغرب و”الدول الكافرة” قبيل انعقاد مؤتمر السلام في سويسرا الاسبوع المقبل.
بلجيكا
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرس إن اكثر من 20 من المواطنين البلجيكيين الذين يربو عددهم الـ 200 الذين رحلوا للقتال في سوريا قد قتلوا.
وقال الوزير في مقابلة صحفية “لقد تعرفنا على اكثر من 200 بلجيكي رحلوا للمشاركة في القتال في سوريا، انضم معظمهم الى الفصائل الجهادية المتشددة بما فيها الدولة الاسلامية في العراق والشام. وقد قتل منهم 20 الى الآن.”
وكرر الوزير البلجيكي التعبير عن القلق الذي تشعر به العديد من الحكومات الأوروبية من امكانية انخراط مواطنيها العائدين من سوريا في نشاطات متطرفة لدى عودتهم الى بلدانهم.
وقال “لن يكون هؤلاء متطرفون في نظرتهم للامور فحسب بل ستكون لديهم الخبرة والمعرفة للقيام بشتى انواع العمليات.”