بدعوة من المرصد – المركز العربي لحقوق الإنسان في الجولان، عُقد في الخامس من شباط /فبراير الجاري، لقاء بين “جمعيّة حقوق المواطن”، ممثّلة بثلاثة من محاميها، والمرصد مُمثلاً بطاقم الموظفين وأعضاء مجلس الإدارة، وذلك لمناقشة مشروع مزارع الرياح المزمع إقامته من قبل شركة “إنرجكس” الإسرائيلية على مساحات واسعة من الأرضي الزراعية المملوكة للأهالي. وقد عُقد الاجتماع في مكتب المرصد في مجدل شمس لبحث ومناقشة تداعيات المشروع المحتملة على السكّان، وذلك بحضور عدد من الأشخاص والنشطاء المحليين، بضمنهم مزارعون وأعضاء من الجمعيات الزراعية ومدراء برادات ومحامون وأطباء ومهندسون ورجال دين، وممثلو مواقع إخبارية محلية، فضلاً عن أعضاء لجنة تنسيق “الحملة الشعبية للتصدي لمشروع المراوح في الجولان”.
بدأ اللقاء باستعراض لدراسة مفصّلة أعدّها المرصد، وهي قيد الطباعة، حول مشروع “مزارع الرياح” الذي تعتزم شركة “إنرجيكس” إقامته على الأراضي الزراعية التابعة للأهالي. وقد تناول العرض التأثيرات المنظورة للمشروع ومخاطرها على المجتمع المحليّ، واستخدام الأراضي الزراعية لأغراض مغايرة؛ من شأنها أن تدمّر الاقتصاد الزراعي وتقاليد زراعة التفاح التي تعود لثلاثينيات القرن الماضي، والتضييق على التوسع العمراني للقرى، وتأثيراته على الصحة والحياة البريّة، وتشويه المشهد الطبيعي المميّز للجولان، وسياسات التمييز التي تلحق الضرر بالسكّان المحليّين، والتلاعب بتمثيل موقف السكّان المحليين، وتضليل المزارعين، والتصدّعات الاجتماعيّة المحتملة جراء هذا المشروع.
أعقب ذلك نقاش بين الحضور ومحامي “جمعيّة حقوق المواطن” حول الخطوات التي اتخذها المجتمع المحليّ، حتى الآن، في مسعاه للتصدي لهذا المشروع الخطير وصولاً لإيقافه، والإجماع العام الذي يبديه المجتمع المحليّ لرفضه، وما هي الطرق الأكثر نجاعة في مواجهته وعدم السماح بتنفيذه.
ولفت محامو “جمعية حقوق المواطن” إلى أنّ نقطة القوّة المركزيّة في التصدي لهذا المشروع هي الإجماع الشعبيّ على رفضه، والذي يجب تعزيزه وتصعيده وتسليط الضوء عليه أكثر.
كما نوقش الدور الذي يمكن أن تؤديه “جمعية حقوق المواطن” بالتعاون والمرصد ومنظمات حقوق إنسان أخرى في سياق دعم الموقف الشعبي لأهل الجولان، والعمل من خلال الأدوات والخبرة المتوفرة لديهم، لتقديم الاعتراضات على هذا المشروع للحيلولة دون إقامته، عبر التعاون مع كافة الفعاليّات والأطر الشعبية ولجنة تنسيق “الحملة الشعبية للتصدي لمشروع المراوح في الجولان”.