يا حيف – بقلم الشيخ فائد بشارة

بقلم الشيخ فائد بشارة


( يتشرف فلان ابن فلان بدعوتكم لحضور تاهيل ابنه حسب قرار الهيئة الدينية والاجتماعية في الجولان !!!).

مهلا مهلا أحبائي قراركم الديني والاجتماعي في قرية عين قنية فقط بخلاف ما يجري في باقي قرى الجولان. مع احترامي لهذا القرار ولمتخذيه في بداية الثمانيات، إلا أنه لا يتلائم مع واقع الحياة ومستجداتها في أيامنا هذه. أنتم مع الأسف الشديد تتجاهلون الأقوال الماثورة: “لكل مقام مقال” ولكل حادث حديث “ولكل زمان آلية للتعامل معه، فربما ما كان يجدي نفعا في الماضي لا يجدي نفعا اليوم وكذلك في المستقبل.

والسؤال المطروح هنا على حضراتكم: هل تحقق ما كنتم تصبون اليه، ألا وهو عدم الحصول على الجنسية؟ عندما كان حاملوا الجنسية لا يتجاوزون عدد أصابع اليد في ذلك الوقت.  وهل تسالون أنفسكم كم عددهم اليوم؟ لو كان القرار يتعلق بالحفاظ على العادات والتقاليد والآداب الموروثة عن الآباء والأجداد لكانت قراراتكم بحق. اتقوا الله أيها الإخوة والأخوات، فلا يجوز أن نتخذ قرارات قبل أن نجد لها آليه للتنفيذ. فكل قرار يسقط اجتماعيا ينعكس سلبا على متخذيه، ومن المعروف أن الجولانيين عقلاء أصحاب رأي سديد وشهامة وبعد نظر ولهم ماض مشرف بالمواقف الانسانية والاجتماعية والوطنية، فلا تعكروا صفو هذه الصفات، وتذكروا التاريخ لباقي المجتمعات والشعوب. على سبيل المثال: قرارات الكنيسة في القرون الوسطى وصكوك الغفران، وما أبدع الكاتب اللبناني الفيلسوف جبران خليل جبران عندما هاجم الكهنة والفساد الاجتماعي والظلم والاضطهاد الديني والتعسفي بحق المجتمع بحجة الدين. 

إياكم أن تتجاهلوا النصف الاخر للمجتمع، الذين لا تروق لهم قراراتكم التي لربما تؤدي إلى قساوة القلوب والنفوس والحقد. ادألاتدركون ما يحصل في باقي المجتمعات من حقد وقتل وتصفيات وضغينة وكره أبعد الله شرها عن مجتمعنا المعروفي. ولكن بالعقل والتروي والحكمة والانصاف واحترام الرأي الآخر يمكن أن نتفادى هذه الامور .

إياكم أن تعتبروا كلماتي ترويجا لأخذ الجنسية، فوالله ثم الله أنا شخصيا نادم على أخذها منذ البداية، وقد عبرت عن ذلك بمقالات عديدة، ولكني بالتالي أحترم كل رأي وكل قرار يتخذه صاحبه، لأنه أدرى مني بأموره الشخصية، وكلنا سواسية في هذه الدولة، فلا أحد يختلف عن الآخر، وإياكم أن تنسوا أنكم مواطنين في هذه الدولة مع كامل الحقوق والواجبات، فلا أحد منا يختلف عن الاخر مع وبدون الجنسية، ومن يعتقد غير ذلك فهو يضحك على نفسه ويتيح الفرصة للاخرين أن يضحكوا عليه.

هناك طرق عديدة لدعوة أبناء المجتمع للمشاركة في الأفراح والأتراح، ومن حق كل انسان أن يختار ضيوفه وممشاركيه بطرق لبقة، عن طريق الدعوات المعمول بها في كل المناسبات، دون جرح مشاعر الاخرين بدعوات تثير الاشمئزاز والحقد والكراهية للجانب الاخر. كفانا الله وكفاكم شر العواقب والسلام. 

تعليقات

  1. معك حق باول كلمه .. عنجد ياا حييف
    في مقوله بتقول .. اللي عبرك كبرك

  2. كلامك كله صحيح ولازم المجتمع يتجاوز هذه النقطه اللي بتعمل تفرقه داخل مجتمعنا..بس الله بيعلم الموضوع والتفرقه عبيخدمو قسم من الاشخاص ومش مصلحتهم انو بنحل الموضوع..
    بيكفي لعب بالناس وبعقولها.. كلنا اهل واخوه وطائفه وحده

  3. الدين والسياسة
    تعلمنا وتربينا وكبرنا بعصر مليء بالتربية الصحيحة والاحترام للغير وخاصة لرجال الدين، كبرنا ونحن مؤمنين ومدركين ان الصدق في القول والعمل نبراس الأمل.
    فكما يظهر من النرجس والزهور عبق العطور، تظهر من أهل الذوق الصادقين المؤمنين الموحدين أشعة النور.
    الصدق هو الإيمان والتوحيد بكماله، والكذب هو الشك والشرك والضلال، ويكمن سر النجاح بالصدق والتبيين والإيضاح، وامتثال عقيدة الصبر بالثبات على طريق الفلاح. ولا يصح إلا الصحيح، ولسان الصديق أبلج وضاح ولسان الكذب متلجلج فضّاح.
    الدين والسياسة خطان متوازيان لا يلتصقان ابدا , الدين اسمى وانقى واطهر من السياسة, السياسة تتصف بالكذب والخداع ومن يتعاطى السياسة لا بد له وأن يتسخ لسانه وعقله وتفكيره , السياسة مصالح ومراوغة مع لف ودوران.
    في الآونة الأخيرة وبعد تغلغل سياسة الاحتلال الإسرائيلي بعقول السكان بدأت تنكشف رويدا رويدا بعض المخفيات من أصحاب المصالح الضيقة وبدأ الصدق في القول والعمل يُقزم امام المصالح الشخصية عند البعض من الذين يلبسون لباس الدين.
    فبعد مرور ما يقارب الاربعون عاما على قرار المقاطعة الدينية والاجتماعية لحاملي الجنسية الإسرائيلية من أبناء قرى الجولان وبعد أن تبين وبالدليل القاطع ان المعارضون الذين كان كل همهم نشر غسيل الاخرين من خلال التحدث بالجنسية الإسرائيلية وشتم حامليها , تبين أن غسيلهم مليء بالأوساخ السياسية والدينية والاجتماعية. كانوا يعملوا دائما لنشر غسيل حاملي الجنسية للتمويه ولأبعاد الشبهات عنهم.
    وهنا لا بد من طرح السؤال التالي على هؤلاء المعارضين الذين يعتبرون انفسهم وطنين , ماذا سيحصل بعد مرور أربعون عاما قادمة, عندما يصبح عدد المجنسين تلقائيا يزيد عن 80% من نسبة سكان الجولان, انتم عارضتم عودة المجنسين التائبين لحضن المجتمع , انتم اليوم تزوجوا بناتكم وابنائكم ممن يحمل الجنسية الإسرائيلية من دروز إسرائيل , تأكدوا انه سيأتي يوما وسيذكركم التاريخ أنكم لم تكونوا على حق بل كنتم انتهازين ومناصرين للباطل , انتم حرمتم عدة اشخاص من مواقف تأبينيه لأعز أقاربهم أنتم ظالمون , انتم ابعدتم اشخاص من مواقف العزاء , انتم فرقتم بين الأخ واخيه , انتم تكرهون أنفسكم انتم لا تحبون الخير لاحد. أنتم الاحتلال والاستعمار بنفسه , الاحتلال صفق لكم وكافأكم على فعلتكم , ما فعلتموه بتفرقة وابعاد الناس عن بعضها البعض وزرع الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد لا تستطيع أي قوة احتلال ان تفعله.

التعليقات مغلقة.

+ -
.