أيام قليلة تفصلنا عن العرس الكروي الكبير. 11 مدينة ستستضيف المونديال في روسيا بلاد الثلوج، بمشاركة 32 منتخباً عالمياً استطاعوا تحقيق أحلام شعوبهم والوصول الى كأس العالم. الحدث الرياضي الأهم عالمياُ سينطلق في الرابع عشر من الشهر القادم، حيث ستجمع المباراة الافتتاحية بين المنتخب الروسي والمنتخب السعودي على أرضية استاد “لوجنيكي” في موسكو.
في ظل غياب بوفون ورفاقه في المنتخب الإيطالي عن المونديال لأول مرة منذ 60 عاماً، تبقى عدة منتخبات مرشحة للفوز بالكأس الذهبية، وأبرزها المنتخب الألماني الذي يسعى للاحتفاظ باللقب، بعد فوزهم على ميسي والأرجنتين في النسخة السابقة، بينما البرازيل تأمل بأن تعوض جماهيرها عن خسارة اللقب على أرضها، في حين قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لميسي لأحراز البطولة العالمية مع منتخب التانغو. ويعد المنتخب الإسباني من أقوى المرشحين، حيث يضم كوكبة من النجوم المتألقة مع أنديتها، تزامناً مع سيطرة الفرق الإسبانية على الدوريات الأوروبية. منتخب الديوك الفرنسي يطمح بدوره للفوز ببطولة العالم وتكرار الإنجاز التاريخي في عام 1998، حيث يضم تشكيلة واسعة من اللاعبين الشبان المتميزين بالمهارة والسرعة العالية. وبما أن كل شيء ممكن في عالم المستديرة المجنونة فإن الكابتن البرتغالي كرستيانو رونالدو ورفاقه مقتنعين بأن فرصتهم متاحة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه ولمعانقة الكأس الغالية، بعدما فاجأوا العالم بفوزهم ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي أقيمت في فرنسا. ويبقى السؤال المحير: هل يتمكن المنتخب الإنجليزي من إقناع العالم بأنه بالفعل من أعظم منتخبات كرة القدم، وأن يصل على الأقل للدور نصف النهائي؟ فابناء الملكة اليزبث لم يحققوا شيئا يذكر بعد فوزهم ببطولة عام 1966 على أرضهم وبين جماهيرهم.
العديد من عشاق كرة القدم يعتقدون بأن دوري الأبطال الأوروبي هو الأفضل من ناحية المستوى الكروي والتكتيكي على أرض الملعب، ولكن يبقى المونديال الحدث الأكثر أهمية في عالم كرة القدم، ليس فقط بسبب المستوى العالي من مختلف نجوم كرة القدم الذين يلعبون مع منتخباتهم الدولية، أنما أيضاُ بسبب تجمع الشعوب والجماهير من حضارات وثقافات متنوعة.
ليونيل ميسي الأسطورة من بلاد التانغو الأرجنتين استطاع أن يحرز عدداً كبيراً من الألقاب مع فريقه برشلونة، من ضمنها 3 ألقاب في دوري الأبطال وخمسة كرات ذهبية كأفضل لاعب في العالم، ولكنه يعترف بأنه قد يتنازل عن جميع هذه الألقاب فقط من أجل الفوز بكأس العالم الذهبية. في دوري الأبطال من الممكن تحقيق اللقب في كل سنة ولكن في المونديال هذا يحصل فقط مرة واحدة كل 4 سنوات. خسارة واحدة تسبب بأقصاء المنتخب والفرصة المقبلة لن تأتي إلا بعد 4 سنين.
كل لاعبي كرة القدم يعرفون بأنه من أجل أن تخلد ذكراك كلاعب أسطوري عليك الفوز بكأس العالم. الفريدو دي ستيفانو العظيم، والذي سطع نجمه في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، لم يكن أقل براعة من بيليه الجوهرة السوداء، ولكنه لم يستطع الفوز بالمونديال، بينما بيليه البرازيلي فعلها في ثلاث مناسبات (1958- 1962- 1970)، ولذلك حصل بيليه على مكانة أكثر أهمية في صفحات التاريخ.
شكرًا لك سيد عنان على هذه المقاله الرائعه.