مناطق ساحرة تفتح آفاقا جديدة للسائح من أجل عطلة فريدة لم يسبقه إليه أحد من قبل. وهي مجموعة مختارة للزيارة خلال عام 2014. ويمكن الجمع بين أكثر من جهة في رحلة واحدة، حيث هناك وجهتا سياحة في اليابان ووجهة واحدة في كل من الصين وتايلاند وفيتنام.
http://www.youtube.com/watch?v=ts3pwd8SjuA
والبداية من اليابان التي تقدم هذا العام وجهتي سياحة جديدتين. الأولى هي جزيرة إيشيكاغي بالقرب من أوزاكا، والثانية هي مدينة «نوزاوا أونسن» التي تشتهر بالتزلج على الجليد. وتعد اليابان من الدول الجاذبة للسياحة حاليا نظرا لانخفاض قيمة عملتها، الين، بنسبة 25 في المائة مقابل الدولار عما كان عليه منذ عام واحد، مما يجعل اليابان رخيصة للسياح. ومن أجل عطلة مريحة تبدو جزيرة إيشيكاغي جاذبة للانتباه. وهي تقع على مقربة 250 ميلا من جزيرة أوكيناوا ولا تماثل طوكيو في الزحام والضوضاء. وتبلغ مساحة الجزيرة 85 كيلومتر مربع، وتظل غير مكتشفة سوى من راكبي الأمواج والمتزلجين على سطح الماء. وتتمتع الجزيرة بشواطئ رملية وشعب مرجانية، وهي الآن سهلة الوصول إليها بفضل مطار جديد تم افتتاحه في مارس (آذار) عام 2013. كما بدأت شركة الطيران الرخيص اليابانية «بيتش» رحلات دورية إلى الجزيرة من أوزاكا.
أما مدينة «نوزاوا أونسن» فهي تجذب سياحها بمزيج من رياضة التزلج على الجليد وشوارع ضيقة بها كثير من المنافذ التجارية ومحلات «النودل». وفي السنوات الأخيرة انتشرت فيها المطاعم العالمية التي يفضلها السياح ولم يعد الاختيار أو اللغة مشكلة فيها. وهي أيضا توفر الوجبات اليابانية التقليدية التي تسمى «كايسيكي». وتعقد المدينة سنويا مهرجان النيران في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) من كل عام. وتوفر بعض شركات السياحة برامج من عشرة أيام لاكتشاف هذه المدينة والمناطق المحيطة والتي تحوي محمية طبيعية لقرود الجليد.
http://www.youtube.com/watch?v=J9gTSnLikcQ
ومن اليابان إلى نيوزيلندا حيث ترحب مدينة «كرايست تشرش» مرة أخرى بالسياح الأجانب بعد مرور ثلاث سنوات على زلزال عنيف دمر عدة أحياء من المدينة. ويستفيد أهل المدينة من المساحات الشاغرة في وسطها التي خلفها الزلزال في ابتكار استعراضات تقام في الهواء الطلق وملاعب غولف مصغرة. كما يوجد برنامج لزراعة الحدائق في المواقع الشاغرة للعقارات التي أزيلت بعد الزلزال. وهي مدينة تتطلع للحياة بعد كارثة طبيعية حلت بها وتعكس روح الصلابة التي يتمتع بها سكانها. والسياحة إلى هذه المدينة تمد يد التضامن والمساندة لسكانها التي هو في حاجة إليها. وهي أيضا فرصة لاكتشاف بعض أرجاء نيوزيلندا الأخرى كبلد هو الأكثر نظافة بيئية في العالم.
وفي أستراليا تعد الوجهة السياحية الجديدة هذا العام هي مدينة بيرث، التي تقع في أقصى جنوب غرب القارة. وهي عاصمة إقليم غرب أستراليا وتتمتع بأسلوب حياة هادئ وشواطئ ممتعة وتراث يعود إلى أهل أستراليا الأصليين. وهي مدينة تدخل مرحلة تحول بفتح أبوابها للسياحة. وتتمتع المدينة بجيل جديد من المطاعم العالمية التي يشرف عليها طهاة مشهورون مثل جيمي أوليفر. كما توجد بها كثير من الفنادق العالمية خصوصا من سلسلة فنادق كراون. وترتبط المدينة عبر خطوط كوانتاس الأسترالية بكثير من مدن العالم مباشرة من لوس أنجليس إلى لندن. والسفر إليها سهل من دبي عبر رحلات مشتركة بين طيران الإمارات وكوانتاس.
http://www.youtube.com/watch?v=SKAXw4mzgIo
* سياحة الكهوف وربما لم يسمع كثيرون من قبل عن مقاطعة كوانغ بينه في فيتنام، ذلك لأنها من المقاطعات الداخلية التي لم تكن مفتوحة للسياحة. ولكن هذا العام يمكن زيارة المنطقة سياحيا للمرة الأولى ومشاهدة أكبر كهف في العالم، واسمه «سون دوونغ». ويقع الكهف في منطقة طبيعية ترعى فيها كثير من الحيوانات البرية، كما تنمو الأشجار العملاقة على حواف الكهف، حيث يصل ضوء الشمس إلى التربة. وجرى استكشاف المنطقة للمرة الأولى في عام 2009. ولا تسمح السلطات الفيتنامية بأكثر من 220 تصريحا لزيارة هذه المنطقة سنويا، كما أنها رحلات باهظة التكلفة، حيث الرحلة الواحدة تباع بثمن ستة آلاف دولار. ومن لم يحالفه الحظ في هذه الرحلة يمكنه أن يزور كهف آخر قريب وأرخص تكلفة اسمه «تو لان».
http://www.youtube.com/watch?v=PULK4AB4Bz4
وللمسافر الذي يريد أن يجمع بين كثير من الأنشطة تقدم تايوان مدينة اختيرت عاصمة التصميم في العالم لعام 2016، وهي «تايبي». وترتبط «تايبي» بشبكة مواصلات عامة بكل أنحاء الجزيرة التي تماثل هولندا في مساحتها. ويمكن الاختيار من بين 17 طريقا للدراجات الهوائية. ويجري العمل حاليا على كثير من الفنادق الجديدة مثل «ماندارين أورينتال» و«لو ميريديان». وتوجد في تايوان محمية طبيعية اسمها «كنتينغ ناشيونال بارك» مساحتها 70 ميلا مربعا تقع على مقربة أربع ساعات بالقطار السريع من العاصمة. وتبدأ هذا العام خدمات خط بحري إلى جزر أوركيد، حيث الصيد والغوص من الرياضات المفضلة. وافتتح في الشهر الماضي متحف الأحياء البحرية في شمال تايوان. ويمكن الوصول إلى أرجاء تايوان بالطيران الرخيص من شركتي «تشاينا» و«ترانس أشيا».
* براكين نشطة ولمغامرة خاصة جدا يمكن اختيار مدينة «يوغياكارتا» في جزيرة جاوة الإندونيسية. وبخلاف كثير من المعالم المحلية يمكن الصعود فجرا إلى قمة جبل ميرابي، الذي يحتوي على بركان نشط كان آخر انفجار له في عام 2013. والصعوبة الوحيدة التي كان زوار المدينة يعانون منها هي قلة عدد الفنادق الجيدة ولكن هذا الموقف تغير هذا العام بقدوم 20 فندقا جديدا إضافة إلى 30 فندقا أصليا في المدينة. وتضم الفنادق الجديدة سلسلة «زيست» السويسرية وفنادق شركة أكور.
من المدن الهندية المغمورة التي تظهر سياحيا للمرة الأولى هي مدينة شيناي التي تقع في الجنوب الشرقي من الهند. وهي تشتهر بمدارس الرقص والغناء وتعد العاصمة الثقافية لجنوب الهند. وتنتشر في المدينة الآثار القديمة والمعابد الهندية، وتدخلها هذا العام كثير من الفنادق العالمية مثل «بارك حياة». وتنتشر في شيناي كثير من المطاعم والمقاهي والأندية. ومن أشهر المطاعم في المدينة «أوتيمو» الذي يقدم نوعا متميزا من البيتزا.
في تايلاند يتوجه أغلبية السياح إلى فوكيت، ولكن على مقربة 45 دقيقة في رحلة بحرية تقع بلدة كرابي التي توفر هدوءا غير مزدحم وخدمات لا تقارن لسياحها. وتقع كرابي بالقرب من محمية طبيعية اسمها «موكو لانتا»، التي يمكن الاستمتاع بالمشي فيها وتسلق الصخور ومشاهدة الأفيال. ولمن يصيبه الملل في البلدة الهادئة هناك 130 جزيرة قريبة بعضها لم يكتشف بعد. وفي كرابي يتاح هذا العام المزيد من الفنادق التي افتتحت في السنوات الأخيرة مثل فولاي باي ضمن مجموعة «ريتز كارلتون»، وهو يوفر كثيرا من المطاعم والاستعراضات الليلية. كما تم افتتاح صالة جديدة في مطار كرابي مما يعني المزيد من رحلات الطيران إليها.
ومن تايلاند إلى الصين، حيث يمكن التوجه إلى مدينة تشوانغبانا الشمالية القريبة من الحدود والبعيدة عن تلوث المدن الصينية الكبرى. وهي منطقة خضراء في وسط إقليم يونان الاستوائي الثري بأنواع الحياة البرية بما في ذلك آخر الأفيال البرية الموجودة في الصين. وفي العام الماضي ارتقت المنطقة إلى مصاف السياحة الدولية ببناء أول فندق خمس نجوم فيها، واسمه «منتجع أمانتارا». ويمكن تنظيم رحلات من الفندق لجمع أوراق الشاي في مزارع جبلية، أو الذهاب في رحلات استكشاف برية في الغابات القريبة.
وإذا كنت من هواة تسلق الجبال فعليك بالسفر إلى نيبال التي تحوي أعلى عشر قمم في العالم بما في ذلك أعلى قمة على الإطلاق وهي إيفرست. وتتحدث أوساط تسلق الجبال في العالم بشغف حول قرار وزارة السياحة في نيبال هذا العام بفتح 165 قمة جبلية جديدة في البلاد لنشاط التسلق السياحي منها 13 قمة فوق ارتفاع 23 ألف قدم. وأهمية هذا القرار هو أنه الأول منذ عشر سنوات لفتح مناطق تسلق جبلي جديدة. ويعترض البعض على أن بعض هذه القمم ليست عالية بما فيه الكفاية وأن القرار يهدف إلى جمع المزيد من الرسوم من المتسلقين. ولكن الأغلبية ترحب بالقرار الذي يبدأ تطبيقه خلال هذا الربيع.
وأخيرا، هناك كامبوديا التي تحوي مدينة مفقودة في وسط الغابات اسمها «مهندرابارفاتا» التي تحوي كثيرا من المنحوتات التاريخية والطرق والمنشآت التي تم كشفها حديثا بعد قرون تحت النباتات الاستوائية. ويصل التاريخ الأصلي للمدينة إلى 1200 عام، ولكنها تشتهر بأنها كانت مقر إمبراطورية خمير في القرن الثامن بعد الميلاد. وتبعد المنطقة نحو ثلاثين ميلا من مدينة سيام ريب التي يبدأ منها السياح رحلتهم.
هذه المجموعة من وجهات السفر الآسيوية تفتح آفاقا ساحرة للسائح وتقدم له حضارات وثقافات بعضها لم يشاهده أحد من قبل لكي تكون كل رحلة بحق هي رحلة العمر.