قدر صندوق النقد الدولي أمس أن بلدان الشرق الأوسط ووسط آسيا المصدرة للنفط ستخسر 300 بليون دولار هذه السنة بسبب تراجع الأسعار العالمية للخام بأكثر من 50 في المئة منذ منتصف العام الماضي بسبب فائض في المعروض نجم عن قفزة في إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري.
ولفت الصندوق في تحديث لتوقعاته في شأن اقتصادات المنطقتين إلى ان البلدان المستوردة للنفط فيهما لن تشهد انتعاشاً اقتصادياً فورياً بسبب انهيار الأسعار في ضوء معاناة شركائها التجاريين الأساسيين، خصوصاً منطقة اليورو وروسيا، تباطؤاً اقتصادياً حاداً.
وقبل يومين، خفض الصندوق توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي هذه السنة إلى 3.5 في المئة مقارنة بـ 3.8 في المئة كان يتوقعها في تشرين الأول (أكتوبر)، وقلص في شكل كبير توقعاته لبلدان مصدرة أساسية مثل روسيا والسعودية ونيجيريا.
وأظهرت بيانات من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في السعودية أمس أن النمو الاقتصادي للمملكة تراجع في الربع الأخير من 2014 بما يمثل علامة على أن هبوط أسعار النفط قد يسبب تباطؤاً للنمو. وتشير البيانات المعدلة في ضوء التضخم إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي 2 في المئة مقارنة بالربع الأخير من 2013 منخفضاً من 2.4 بالمئة في الربع الثالث من العام الماضي و4.9 في المئة في الربع الأخير من 2013. وعلى مدى 2014 بأكمله نما الاقتصاد السعودي 3.6 في المئة.
ولم ينخفض إنتاج الخام السعودي إلا قليلاً في الأشهر الأخيرة إذ أظهر مسح لوكالة «رويترز» وصوله إلى 9.62 مليون برميل يومياً الشهر الماضي مقارنة بـ 9.85 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو). وتتوقع موازنة السعودية لعام 2015 ارتفاعاً طفيفاً في الإنفاق الحكومي بالقيمة الاسمية، وتملك الرياض احتياطات نقدية ضخمة يمكنها استخدامها في حفز الاقتصاد. لذا لا يتوقع المحللون أي تباطؤ حاد جديد لنمو الناتج المحلي الإجمالي.
وعلى صلة قال وكيل الوزير لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في الولايات المتحدة ديفيد كوهين إن تراجع أسعار النفط يعني أن إيران ستخسر 11 بليون دولار من عائدات تصدير الخام خلال فترة تمديد الاتفاق النووي الموقت بينها وبين الغرب (سبعة أشهر). وحض الوزير لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ على عدم تمرير قانون يشدد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» أكثر من دولار قبل الإعلان المتوقع من البنك المركزي الأوروبي عن برنامج لشراء السندات السيادية. وارتفع «برنت» 92 سنتاً إلى 48.91 دولار للبرميل بعدما سجل أعلى مستوى في الجلسة وهو 49.05 دولار للبرميل. وارتفع الخام الأميركي 75 سنتاً إلى 47.23 دولار للبرميل.