الى روح شاعرنا الكبير سميح القاسم \ وفاء سلطان أبو صالح

الى روح صديق العائله المحب الكبير ابا محمد سميح يا صاحب المدرسة الحرة الصامدة المقاومة, يا متجذرا بالعقول و النفوس و القلوب.

لقد اختنقت الكلمات بالحناجر, و فاضت الدموع على المآقي و غصة كبيرة اعتلتنا عندما فارقت الحياة جسدا فانيا لتترك للعالم بأسره ذلك الأرث العظيم من الكرامة و التحدي و الصمود لتصل بنا الى الغاية المنشودة من الحرية و الكرامة الانسانية.

قعندما توجهنا لقرية الرامة التي احتضنت ابنها و شاعرها البار سميح الفاسم, هذا العملاق الكبير الغني عن التعريف, فبمجرد ان تذكر ذلك الاسم تتصور لك تلك الاسطوره التي دائما كانت بمخيلة كل انسان عربي حر يسعى الى العيش بكرامته في بلده محافظا على عروبته وأصالته و انتمائه, فكنت ابو محمد من جسد كل القيم التي نادت بها الشعوب الحرة. فبتجذرك بأرضك بفلسطين الجريحة التي تأبى الاستسلام و الخنوع للمغتصب لأرضها و شعبها و هوائها, فكنت كالسنديانه الشامخة المتجذرة بهذه الارض الطيبة. قاومت بكل الساليب المتاحة, و بقلمك حررت الكلمة المختنقه بالحناجر, و بصمودك و نضالك عرف العالم ان فلسطين صامدة باقية حرة أبية و أن الحق بعلو ولا يعلى عليه.

فبكيناك جميعنا. بكتك عائلتي المتواضعه. بكاك الجولان ضغارا و كبارا شيبا و شبابا, لأنك أنت من كنت دائما و أبدا من ساهم في دعم صمودهم تحت الاحتلال, مناصرا لقضيتهم العادلة.

فكبير أنت ايو محمد و باق انت في ضمير كل حر أبي. رحلت جسدا و تركت ميراثا غنيا نعتز به و نحذو حذوه.

أم محمد (نوال) و اشبالك الطيبين.. أهلنا ال الفاسم المحبين المخلصين, نقول لكم أننا نعزي انفسنا بتلك الهامة العالية, لأن سميح القاسم بأسمه الكبير هو ملك لكل الشعوب الحرة المقاومة المحافظة على اصالتها.. فلن ننساك ابا محمد, فأرقد بسلام في جنات الخلود اخا غاليا و شاعرا مناضلا و عملاقا يناطح السحاب بالحق و الارادة و الانسانية.

فوداعا و الى اللقاء

تعليقات

  1. بوركت يا وفاء !
    لكننا مهما قلنا لن نستطيع أن نفي ” فارس الشعر العربي ” – كما أسميته – جزءاً من حقه علينا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

.