رحلة الغيوم \ MONA

يجلس في زاوية مهاجره ينظر الى الغيوم المتناثره ..منذ كان صغيرا يقلقه هجوم الغيم ..يجعله يشعر بانحسار
الدفء كم أحب الاختباء خلف النوافذ ومراقبة الحياة ..تعود النظر لكل شيئ من وراء الزجاج حيث يعبر النور ولا يتسرب الاحساس
انه يسير الآن في مجرى ضيق ينحسر في اللامبالاة..انها غيبوبة اختياريه , أنا !! من أكون سؤال طالما رسمه فوق الزجاج فسال مع
المياه التي تتمرد على الشهوات وتأبى ان تكون حبرا لأحلامنا
ها هو يتطفل على تلك الطاوله الصغيره ويجبرها على تحمل رأس أثقلته الأفكار ..أرقته الهموم تئن تحت وطأة ثورته لكنها ترفض اغتيال ما تبقى من وجوده..هل يعقل أن يتحمل الجماد ما عجز البشر عن احتماله ..أن تحس بنا الأشياء كما لم يحس بنا أقرب من تمنيناه من البشر ..اغدق في الحنو على طاولته الصغيره ,تناول قلما كان يحمله مع بقايا اشيائه المبعثره كأفكاره
كتب فوق الطاوله : يا طاولتي الحبيبه من انا !! توقف لبرهه لم تنزلق الكلمات من بين يديه ولم تنمح
لكنه لم يشعر برعشة الفرح التي كان يحسها حين تنزلق كلماته وراء قطرات الماء ..
أذهلته تلك الحقيقة التي غابت عنه طويلا…بعض الأمور في الحياة نستمتع بفعلها حتى إن كنا نعلم بأنها مؤقته وبانها سترحل آخذتا
معها ابتساماتنا ..وحين نجرب حبسها وتضليلها بالبقاء طويلا تتجمد معها ابتسامتنا الى الأبد
كانت هذه الأفكار تتراكض في أعماقه كما تلك الغيوم الشارده ..ها هو اليوم يتقن درسه الأول بعدما ظن أنه وصل الى نهاية
الرحله..استقام في جلسته ,اشعل لفافة تبغه المحببه واخذ يرسم أسئلة جديده ويبعث بها لتهاجر وراء الغيوم علها تعود يوما محملة ببعض الأجوبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

.