ما ان اطل عامود البيت من راس الطريق ملؤه عرقا وتعبا وغبار حصيلة يوما مشمس وشاق ولكن انها لقمة العيش.
اطلت رفيقة عمره من شرفة البيت وقد صنعت على وجهها ابتسامة خبيثة متملقة ولسانها يسبقها مبادرة بالحديث: اهلا بعودتك حبيبي ساعد لك ما وجد من طعام في البراد فانا لم اطبخ لهذا اليوم فقد ذهبت الى مكتب العمل لتسجيل اني باطلة وبدون عمل.وتوقفت عن الحديث لسحب كمية ضخمة من الهواء لانعاش رئتيها وقد استهلكتهم النرجيله وشرب النيذ الاحمر وهي وصفة سحريه بعد الارتماء في حضن العشيق وسط دخان النرجيله المدنس بخيانة مكرره. ناظرة بطرف عينها مستوضحة بصمت ان كان الزوج مستريحا للحدث وتابعت مسهبة بالحديث: تغلبت كثير بالروحه وبالرجعه كثير سيارات مروا ولم يقوموا بنقلي؟. وذهبت لاحضار اي طعام من برادها الذي يملؤه الفراغ .
جلس صامتا يحاول ابتلاع لقمة جفت من رطب وطعم وعاطفه . فاطلت براسها من الباب متبسمة وقالت: ناقص شي حبيبي . وتابعت دون انتظار الجواب.لقد التقيت صديقتي من ايام الدراسه فتحدثنا كثيرا وتذكرنا وفرحنا وقررنا ان اقوم بزيارتها بعد يومين . وفي هذه اللحظه دخل ضيف ثقيل مدويا مزعج برنين ولحن غير متقطع مصرا على التواصل . ولكن ربة المنزل استدركت عزائمها ونظرة مشخصة الاسم المرمز باسم انثوي في شاشة المحمول وتابعت قائلة انها جارتنا تريد ان تقوم بشرب القهوة عندي وانا تعبه جدا لذا لن اجيب على الهاتف. واختلست نظرة من عامود بيت ابتلعه الصمت حتى كادت صخور جبل الشيخ تهمس في اذنه قائلة : استفق ايها المغفل المسكين