بدأ فصل الشتاء والكلُ بلفهةٍ وشوق له .. الأطفال،والشباب والنساء،وحتى كبار السن، لا أعرف هل لهذا الفصل ميزة عن غيره من الفصول ،ربما الأطفال يحبونه حتي يلعبوا بالثلوج ،أما نحن الكبار فلما نبتهج..!، تتسابق الناس لشراء طعام هذا الفصل وأنا يزداد اعجابي شيئا ً فشيئا
وبينما الجميع لاهي ُ بإستقبال هذا الشهر ، جلست كعادتي أسترجع شريط ذكريات هذه الفصل ومن بين ذكرياتي تلك الذكرى التي ما زالت ولم تفارقني..عندما إلتقيت ذات ليلة على شاطئ البحر تلك الفتاة التي دخلت فلبي دون اذن او دستور .. وكان البحر قد تجمد من شدة البرودة ،و الجو كان في ذروته من البرد وانت نتجاذب أطراف الحديث حتى قالت لي ان اليوم هو أخر يوم لك تقضيه معي ،،وقفت مندهش مما تقول ، وقالت أنت تعلم أن لابد علينا ان نسافر لأننا نبيع ونشتري ونزور معظم بلدان العالم وحان وقت رحيلنا لبلدة أخرى، مازلت مذهولا مما اسمع ،وكأن أحدا صفعني على وجهي، أو رماني بسهم على قلبي واخترقه وخرج من ظهري، راقبت عيناها كم كانت الدموع تتلألأ منها وهي على شوك أن تنهار ، قلت لها بما أنك تعلمين أن يوما ما ستمضي لما إذ أحببتيني..!؟ فقالت لي كفاك عتابا لي وتعال لنقضي اجمل يوم واخر يوم فربما لا نلتقي من يعلم..!؟ وحقا قضينا وقتها ساعات من لاضحك والبكاء وعلى ضوء القمر كنا نجوب الطرقات والمدينة كلها،، كان وقتا جميلا ،وقد حانت الساعة ،حانت لحظة الوداع، لحظة ذرف الدموع،حين نادها والدها قائلا: هيا اسرعي يا ليلى ،، فأمسكت بيدي وأهدتني قلاده أرتديها الى يومنا هذا نقش عليها أسمها وإسمي ونظرت لعيني ونظرت لعينها وتساقط الثلج لأول مرة في هذه الشتاء وودعتني وركبت ثم تحركت السفينه وأنا أركض وهي تنادي بانها لن تنساني ،ذهبت السفينه وذهبت هي أيضا ،، كم قضينا أوقات لن ولن تنسى ، كم تزاعلنا وكم بكينا ،وكم كان لقائنا صدفة “ورب صدفة خيرٍ من الف ميعاد”