
في زمن نلهث فيه خلف إنجازاتنا، ونقيس النجاح بعدد المهام المنجزة والأهداف المحققة، ننسى شيئًا واحدًا: هل نحن بخير فعلًا؟
قد نزور الطبيب فور شعورنا بألم في الصدر أو ارتفاع بسيط في الحرارة، لكن كم مرة توقفنا عند الألم العاطفي، أو الإرهاق الذهني، أو ذلك الشعور الغامض بالثقل الذي لا نعرف له سببًا؟
هذه المقالة ليست ترفًا، بل دعوة هادئة لإعادة التوازن… والبدء من الداخل.
الصحة النفسية لا تعني فقط غياب الأمراض العقلية. إنها الحالة التي نشعر فيها بالاستقرار الداخلي، القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، العمل بفعالية، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين. بكلمات بسيطة: أن تشعر بأنك “أنت” – مرتاح، متزن، وقادر على الاستمرار.
إذاً لماذا نتجاهل صحتنا النفسية؟!
ببساطة لأن الحديث عنها ما زال محاطًا بالخجل أو الصمت في كثير من الثقافات. لأننا نربط بين القوة وبين “السكوت على الألم”. ولأننا أحيانًا لا نعرف كيف نصف ما نشعر به… فنصمت. لكن الصمت لا يُشفي. والوعي هو أول خطوة للعلاج.
هناك أمور بسيطة قد نقوم بها قد يكون لها دور كبير في تحسين صحتنا النفسية. افتح حوارًا مع نفسك. اسأل نفسك يوميًا: كيف أشعر اليوم؟ ولماذا؟ اسمح لمشاعرك بالوجود… دون أن تحكم على نفسك.
مارس الامتنان والتقدير. كل يوم اكتب 3 أشياء تشعر بالامتنان لوجودها. هذه العادة البسيطة تعيد ترتيب نظرتك للحياة.
قلّل من الضجيج الرقمي. خذ استراحات من وسائل التواصل، وامنح نفسك فرصة للتواصل مع الواقع، مع من تحب، ومع نفسك.
اطلب المساعدة عند الحاجة. لا عيب في طلب الدعم، سواء من صديق موثوق أو مختص نفسي، الحديث يخفف، والمشاركة تشفي.
اهتم بجسدك.. النوم، الرياضة، والتغذية الصحية ليست رفاهية، بل مفاتيح توازن نفسي أساسي.
الاهتمام بالصحة النفسية ليس رفاهية ولا خيارًا ثانويًا. هو حجر الأساس لحياة صحية ومتزنة، تمامًا كتناول الطعام أو أخذ الدواء. ففي زمن تتضاعف فيه الضغوط، يصبح الاعتناء بالداخل مسؤولية شخصية ومجتمعية.
تذكّر: أن تكون بخير نفسيًا… هو أعظم إنجاز يمكنك تحقيقه.