في تطوّر دبلوماسي لافت، كشفت مصادر مطلعة عن لقاء مباشر جمع مسؤولين من سوريا وإسرائيل في العاصمة الأذربيجانية باكو، على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس أحمد الشرع إلى أذربيجان، وهي الزيارة الأولى له منذ توليه منصب الرئاسة مطلع العام الجاري.
وأكد مصدر دبلوماسي في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية، أن اللقاء تم بالفعل بين مسؤول سوري رفيع المستوى ونظيره الإسرائيلي، دون مشاركة الرئيس الشرع نفسه، وتركّزت المحادثات حول الوجود العسكري الإسرائيلي المستجد في جنوب سوريا، وهي المناطق التي دخلتها القوات الإسرائيلية بعد سقوط نظام بشار الأسد قبل أكثر من سبعة أشهر.
ورغم عدم صدور أي إعلان رسمي من جانب الحكومة السورية بشأن اللقاء، فإن مصادر في دمشق أشارت إلى أن الاتصالات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب لم تنقطع في الأشهر الأخيرة، وأن هناك انفتاحاً على العودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 إذا توافرت الظروف السياسية والأمنية المناسبة.
تزامن اللقاء مع زيارة رسمية للرئيس أحمد الشرع إلى أذربيجان، التقى خلالها نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون، من بينها اتفاق مع شركة “سوكار” لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا.
ويرى مراقبون أن اللقاء السوري الإسرائيلي في باكو يمثل تحولاً محتملاً في مسار العلاقات غير المعلنة بين الجانبين، مستفيدين من الحياد النسبي الذي توفره أذربيجان كلاعب إقليمي مقبول من الطرفين، لا سيما في ظل تغيّرات ميدانية وسياسية تشهدها المنطقة منذ سقوط النظام السابق في دمشق.
ورافق الرئيس الشرع في زيارته وفد رفيع ضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الطاقة محمد البشير، ورئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة، ما يعكس الطابع السياسي والأمني المتعدد الأبعاد للزيارة.
وفي حين تركزت التصريحات الرسمية على التعاون الثنائي بين سوريا وأذربيجان، خاصة في مجالات الطاقة وإعادة الإعمار، إلا أن اللقاء السوري-الإسرائيلي بقي بعيداً عن الأضواء الرسمية، ما يعزز التكهنات حول وجود قنوات خلفية مفتوحة بين الجانبين قد تؤسس لمسارات تفاوض مستقبلية.