
السويداء 24 – استقبلت مدينة شهبا شمال السويداء موجة نزوح واسعة قُدّر عددها بأكثر من 40 ألف شخص خلال الأيام الماضية، قادمين من المناطق المنكوبة في أرياف المحافظة، التي تعرضت لاجتياح من قوات الحكومة الانتقالية.
لم يبق بيت في مدينة شهبا إلّا واستقبل عائلة واحدة على الأقل، كما افتُتحت مراكز مؤقتة للإيواء، في عدة مناطق داخل المدينة، وفق ما أكدت مصادر محلية وإغاثية للسويداء 24. ويعمل المجتمع المدني كخلية نحل في المدينة لتوفير ما تيسر من مساعدات أهلية، أو تلك القادمة بكميات محدودة من المنظمات الأممية.
بحسب لجنة تنظيم الإغاثة التي استأنفت نشاطها في المدينة، تم تسجيل نحو 6000 عائلة نازحة حتى الآن، وسط إمكانيات محدودة ونقص حاد في المواد الأساسية، مثل الغذاء، الحليب، مستلزمات الأطفال، والدواء. كما أُبلغ عن اكتظاظ في مراكز الإيواء المؤقتة، التي لا تكفي لتلبية الحاجة المتزايدة.
اللجنة أوضحت في تصريح للسويداء 24 أن المساعدات التي تصل إلى المدينة شحيحة للغاية، ما يُفاقم الوضع الإنساني، ويضع عبئاً كبيراً على المجتمع المحلي.
وناشدت اللجنة الجهات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية التدخل العاجل لتوفير الدعم اللازم، مؤكدة أن استمرار الوضع الحالي كارثة انسانية فالنقص موجود بجميع المواد ولا قدرة على تأمين جميع العائلات، خصوصاً في ظل تراجع الإمكانيات اللوجستية في المحافظة، والحصار الخانق الذي تفرضه قوات الحكومة الانتقالية منذ منتصف تموز الماضي.
عودة نشاط لجنة الإغاثة في شهبا أعادت إلى الأذهان دورها عام 2012 خلال موجات النزوح من باقي المحافظات السورية في عهد النظام السابق حيث احتضنت شهبا عشرات آلاف النازحين السوريين لعدة سنوات.
اختلف المشهد اليوم، إذ أن النزوح مصدره قرى السويداء نفسها والقرى المجاورة لمدينة شهبا ما يسلّط الضوء على حجم التحول في طبيعة الأزمة في عهد النظام الجديد وتكرر المأساة الإنسانية بأوجه جديدة.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن حوالي 170 ألف إنسان نزحوا من بيوتهم ومناطقهم في محافظة السويداء خلال تموز الماضي. وحسب مصادر إغاثية، تركزت موجات النزوح باتجاه المدن الرئيسية في المحافظة: شهبا، صلخد، السويداء.