مجزرة مروعة في لاهثة تكشف الوجه الدموي لاجتياح السويداء: عشرات الجثث، وخرق متواصل لوقف إطلاق النار

كشفت الصور والمعلومات القادمة من بلدة لاهثة شمال محافظة السويداء عن مجزرة مروعة ارتكبت بحق المدنيين، لتكون حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي شهدتها المحافظة منذ بداية التصعيد العسكري الذي تقوده قوات الحكومة الانتقالية ومجموعات مسلحة موالية لها، وسط تواصل خروقات وقف إطلاق النار وتجدد الهجمات على بلدات مجاورة.

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

فبعد أكثر من أسبوعين على اجتياح بلدة لاهثة، دخلت فرق من الهلال الأحمر السوري صباح اليوم الجمعة إلى البلدة لانتشال جثث الضحايا، في مشهد صادم عكس حجم المجازر والانتهاكات. وأظهرت الصور المنتشرة جثامين متناثرة في الشوارع وداخل البيوت، يرتدون ملابس مدنية، وقد بدت عليها آثار التحلل والتفسخ، بسبب بقائها أكثر من 15 يوماً دون دفن أو رعاية.

مصادر محلية أكدت أن لاهثة تعرضت لاجتياحين متتاليين، الأول في 15 تموز والثاني في 17 تموز، أسفرا عن تهجير السكان بالكامل، وارتكاب إعدامات ميدانية بحق من تبقى من الأهالي. وأشارت إلى أن البلدة كانت محاصرة من قوات الحكومة الانتقالية التي منعت دخول المساعدات أو الوصول إلى الجثث حتى اليوم.

وفي تطور مأساوي، أكدت مصادر طبية في مشفى السويداء الوطني وصول 20 جثماناً من بلدات لاهثة، المتونة وولغا، بينها 4 جثث لنساء، وقد أظهرت الجثامين علامات حرق وتشويه متقدمة. وتمكن بعض الأهالي من التعرف على ذويهم من خلال الصور المتداولة، بانتظار إجراءات تسليم الجثامين وبدء مراسم الدفن.

المشاهد القادمة من لاهثة، وغيرها من قرى شمال وغرب السويداء، تكشف نمطاً متكرراً من المجازر والدمار، إذ تشير تقارير محلية وحقوقية إلى وقوع مجازر متنقلة ذات طابع إبادي في أكثر من 30 بلدة وقرية، تحت شعار “بسط سلطة الدولة وفض النزاع”، كانت نتيجته قتل مدنيين، خطف نساء وأطفال، ونهب البيوت وحرقها، وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج.

وفي سياق متصل، تعرضت بلدة نجران في ريف السويداء الغربي، اليوم الجمعة، لهجوم مسلح من مواقع تتمركز فيها قوات الحكومة الانتقالية، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار. وتأتي هذه الهجمات بعد عودة جزئية للمدنيين إلى البلدة، عقب انسحاب سابق للقوات المهاجمة، التي كانت قد ارتكبت فيها مجازر وحرقت بيوت المدنيين بعد نهبها.

المجازر المتكررة، وترك الجثث دون انتشال، وخرق وقف إطلاق النار، جميعها ترسم صورة قاتمة لما يحدث في السويداء، وتدفع المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى دق ناقوس الخطر إزاء كارثة إنسانية مستمرة بحق المدنيين العزل، في ظل صمت دولي مريب، وغياب أي مسار حقيقي للمحاسبة أو الحماية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.