«داعش» يدافع عن خطوط إمداداته من العراق

واصل مسلحو  “داعش” انسحابهم من الريف الشمالي لمدينة حلب قرب حدود تركيا، مع استمرار تحصنهم في شمال شرقي البلاد للدفاع عن خطوط الإمداد من العراق ومصادر الطاقة والغذاء في سورية. في غضون ذلك، واصلت الطائرات الحربية السورية قصفها منطقة القلمون في شمال دمشق، وشنت أمس 22 غارة على مدينة يبرود قرب حدود لبنان، وسط حديث مصادر حكومية عن «تقدم مهم» لقواتها مدعومة بعناصر «حزب الله» في محيط المدينة بعد الغارات.

وربط قيادي معارض انسحاب «داعش» بانتهاء المهلة التي أعلنها «أبو محمد الجولاني» زعيم «جبهة النصرة» كي يحتكم «أبو بكر البغدادي» زعيم «داعش» لـ «الشرع» في النزاع مع الفصائل الأخرى، وبعد اتهام التنظيم بالمسؤولية عن اغتيال «أبو خالد السوري» أحد قادة «أحرار الشام»، التنظيم الرئيسي في «الجبهة الإسلامية». وقال القيادي لـ «الحياة» أمس: «داعش يعطي الأولوية للحفاظ على خطوط الإمداد في العراق شرق سورية ومصادر التمويل والطاقة في هذه المنطقة»، لافتاً إلى أنه يدافع عن سيطرته على منطقة الباب في شمال حلب باعتباره أنها تضم المخازن الرئيسية للحبوب.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بوقوع «اشتباكات عنيفة» بين مقاتلي «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام» من جهة، ومقاتلي «داعش» من جهة ثانية في محيط قرية الطريف قرب منجم الملح في محافظة دير الزور في شمال شرقي البلاد. وفي محافظة الحسكة شمال دير الزور، أشار «المرصد» إلى سيطرة مقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى على «أجزاء واسعة من بلدة مركدة عقب اشتباكات عنيفة» مع «داعش».

وتأتي هذه المواجهات في دير الزور والحسكة بعد قيام «الدولة الإسلامية» بانسحاب سريع من العديد من المناطق في ريف حلب يوم الجمعة، ما أطلق احتفالات شعبية برحيلها. وانتشرت على شبكة الإنترنت في الساعات الماضية مقاطع مصوّرة لاحتفالات شعبية في المناطق التي انسحبت منها «الدولة الإسلامية»، وتحديداً في ريف حلب، وقال القيادي المعارض: «داعش فقد الحاضنة الشعبية في ريف حلب، لكنه يريد الحفاظ على الحاضنة العشائرية شرقاً قرب حدود العراق».

وعلى صعيد المعركة في مدينة يبرود، ذكرت مواقع إخبارية مؤيدة للنظام، أن الجيش النظامي سيطر أمس، بدعم من مقاتلي «حزب الله» اللبناني على تلة استراتيجية تُعرف باسم «تلة الكويتي» التي تواجه مدينة يبرود التي يسعى النظام إلى السيطرة عليها قرب حدود لبنان. كما أفادت هذه المصادر بأن القوات النظامية مدعومة بالميلشيات تقدمت أيضاً في بلدة السحل المتاخمة ليبرود، ويسعى أيضاً إلى التقدم في مزارع ريما في اتجاه المدينة التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة.

أما موقع «شبكة مرآة الشام الإعلامية» المعارض، فأشار إلى أن مقاتلات شنت «22 غارة جوية على مدينة يبرود وتلال ريما وطريق فليطة- عرسال في جبال القلمون»، وأضاف أن مقاتلي المعارضة استهدفوا طائرتي ميغ أثناء قصفهما منطقة القلمون.

وقتل أكثر من عشرة أشخاص، بينهم أطفال، بقصف على بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، وفق «شبكة أخبار إدلب».

سياسياً، أفادت مصادر ديبلوماسية عربية في طهران الـ «الحياة»، أن الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب التقى وفداً إيرانياً في برلين قبل أيام للتشاور في شأن السبل الكفيلة لتجاوز الانسداد الذي وصلت إليه المفاوضات بين النظام والمعارضة. ونقلت عن الوفد الإيراني تأكيده أن لا حل للأزمة السورية سوى من خلال التفاهم مع الحكومة السورية، معرباً عن استعداد الجانب الإيراني المساهمة في وضع إطار لهذه المفاوضات، «لأنها تملك تفويضاً كاملاً من الحكومة السورية في هذا الشأن». ولم يؤكد مساعد للخطيب هذه المعلومات أو ينفيها.

 

+ -
.