حذرت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) موسكو من حشد قوات روسية على طول الحدود الأوكرانية.
وقال القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا، فيليب بريدلف، إن المنظمة تساورها مخاوف بشأن التهديد الذي تتعرض له منطقة ترانسنيستريا في مولدوفا.
لكن روسيا تقول إن قواتها ملتزمة بالاتفاقات الدولية.
وكانت موسكو قد أعلنت رسميا انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية لها بعد استفتاء أجرته السلطات المحلية في المنطقة التي يوجد بها أغلبية من العرق الروسي.
وترفرف الأعلام الروسية حاليا على 189 منشأة ووحدة عسكرية أوكرانية في القرم، بحسب ما أوردته وكالة “انترفاكس” الإخبارية.
وقال سفير موسكو لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير شيزوف، في مقابلة مع “بي بي سي” إن ما وصفه بـ”إعادة توحيد” القرم مع روسيا الاتحادية لم يكن مخططا لها بل جاءت لتضع نهاية لـ”وضع شاذ” استمر حوالي 60 عاما.
وكانت شبه جزيرة القرم قد انضمت في عام 1954 إلى أوكرانيا بعد أن أهداها الزعيم السوفيتي الأوكراني الأصل نيكتا خروتشوف إلى أوكرانيا.
وأكد شيزوف على أن بلاده ليس لديها أي “تطلعات توسعية” وأنه “لا يجب أن يخشى أحد من روسيا”.
“قلق بالغ”
وقال رئيس مجلس الدفاع والأمن الوطني الأوكراني، أندري باروبي، أمام حشد في كييف الأحد: “هدف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يقتصر على القرم، بل أوكرانيا كلها…وقواته المحتشدة على الحدود مستعدة للهجوم في أي لحظة.”
رئيس مجلس الدفاع والأمن الوطني الأوكراني
“هدف بوتين لا يقتصر على القرم، بل أوكرانيا كلها…وقواته المحتشدة على الحدود مستعدة للهجوم في أي لحظة.”
كما أكد الجنرال بريدلف على أن القوات الروسية الموجودة حاليا على الحدود الأوكرانية “كبيرة جدا جدا…ومستعدة جدا جدا.”
وأضاف خلال تصريحات في بروكسيل: “بالقطع توجد قوة كافية على الحدود الشرقية لأوكرانيا لتسرع إلى ترانسنيستريا إذا اتخذ قرارا للقيام بذلك، وهو ما يثير قلقا بالغا.”
وشدد على أن “روسيا تتصرف كخصم أكثر من كونها شريكا.”
يُذكر أن منطقة ترانسنيستريا، وهي شريط ضيق بين نهر دنيستر والحدود الأوكرانية، أعلنت استقلالها عن مولدوفا عام 1990. لكن المجتمع الدول لم يعترف بهذه الخطوة حتى الآن.
وقدم البرلمان المحلي في ترانسنيستريا إلى موسكو طلبا للانضمام إلى الاتحاد الروسي.
“خطأ كبير”
وأكد نائب وزير الدفاع الروسي، اناتولي انتونوف، الأحد لوكالة “أنتار تاس” الإخبارية الروسية أن “وزارة الدفاع الروسية ملتزمة بكافة الاتفاقات الدولية التي تحد من القوات في المناطق الحدودية مع أوكرانيا.”
وكان السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي قد حذر الولايات المتحدة من مغبة إرسال قوات أو مساعدات عسكرية لأوكرانية، مشددا على أن هذا “خطأ كبير”.
ورفض شيزوف الاعتراف بالحكومة الجديدة في كييف، لكنه أعرب عن أمله في أن تحمي حقوق الروس في أوكرانيا.