يمثل الساعدي وسيف الإسلام القذافي نجلا الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي أمام المحكمة في طرابلس لمواجهة إتهامات بالفساد وإرتكاب جرائم حرب إلى جانب أكثر من 30 شخصا أخرين من المسؤولين في عهد القذافي.
ومن المتوقع أن تؤجل هذه الجلسة للمرة الثاني بحسب مكتب الإدعاء العام.
وقال المسؤول إن المحكمة تنظر في إمكانية مشاركة المتهمين المحتجزين خارج طرابلس في جلسة المحاكمة عن طريق رابط الفيديو.
وتتخوف جماعات حقوق الانسان من عدم توفير النظام القضائي الليبي محاكمة عادلة للمتهمين من عهد القذافي الذي عزل من منصبه في تشرين الأول /أكتوبر 2011.
وسينظر المجتمع الدولي إلى هذه المحاكمة الجماعية على إنها مقياس لمدى تقدم ليبيا في إقامة دولة ديمقراطية بعد انتفاضة2011 التي أنهت حكم القذافي الذي إستمر 40 عاما.
ويتسم حكم ليبيا خلال فترة ما بعد القذافي بالضعف بسبب رفض المقاتلين الثوريين السابقين إلقاء سلاحهم وقيام المحتجين المسلحين بوقف صادرات النفط المهمة للبلاد.
وستبدأ المحاكمة بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء المؤقت عبد الله الثني استقالته عقب هجوم على عائلته وفي أعقاب الإطاحة برئيس الوزراء السابق قبل شهر واحد فقط.
محاكمات نزيهة
وقالت حنان صلاح الباحثة الليبية في قسم الشرق الأوسط وشمال آفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش “إذا لم يحصلوا على محاكمات نزيهة فسيثير ذلك شكوكا فيما إذا كانت ليبيا الجديدة تمارس العدالة الإنتقائية”.
وأضافت “توجد حتى الآن مشكلات في التمثيل القانوني حيث أن كثيرين ممن يحاكمون ليس لهم محام من البداية وهو ركن أساسي لاجراء محاكمة عادلة”.
وسلم النيجر الساعدي القذافي إلى ليبيا من النيجر في بداية مارس/ آذار. وسيمثل أمام المحكمة في طرابلس لأول مرة لسماع الإتهامات الموجهة له. ولكن هذا ربما يعتمد على ما إذا كان المحققون قد إنتهوا من جمع الأدلة.
وقال النائب العام الليبي عبد القادر رضوان لرويترز إنه يعتقد أن الساعدي لن يمثل أمام المحكمة لأن التحقيقات مازالت جارية.
ومن المتوقع أن يظهر سيف الإسلام الذي كان ينظر اليه لفترة طويلة على أنه من سيخلف القذافي عبر الفيديو داخل قاعة المحكمة. وسيف الإسلام محتجز منذ فترة طويلة من قبل ميليشيا قوية في الزنتان بغرب ليبيا وهي ترفض تسليمه للحكومة المركزية لاعتقادها بأنها لا تستطيع توفير محاكمة آمنة له.
وسيمثل أيضا عبد الله السنوسي رئيس المخابرات في عهد القذافي أمام المحكمة الإثنين إلى جانب وزير الخارجية السابق عبد العاطي العبيدي.