تهدد أزمة مياه حادة الحياة في قرية الغجر في ظل جفاف الينابيع لهذه السنة، حالة لم يسبق لها مثيل منذ عشرات السنين.
ضمن الزيارات الروتينية التي يقوم بها عمال الصيانة للمجلس المحلي في البلدة قاموا صباح الأربعاء 23 -4-2014 بتفقد المضخات المركبة على نبع القرية الوحيد والذي يغذي مياه الشفة لسكان البلدة، تفاجؤوا بعدم السماح لهم بالاقتراب من النبع من قبل قوات “اليونيفل” الدولية التي تقيم نقظة مراقبة بالمكان، فباشر العمال على الفور بالإتصال بالمجلس المحلي الذي أجرى بدوره الاتصالات اللازمة مع المسؤولين ليتم بعد ساعات السماح لهم بالوصول إلى المضخات.
وعند وصول عمال الصيانة تفاجؤوا من تدني منسوب مياه نبع الغجر إلى أدنى مستوى له منذ عشرات السنين والذي وصل الى مستوى منخفض جداً لا تستطيع المضخات سحب المياه وضخها إلى خزانات القرية، فقاموا على الفور بإعلام أهالي القرية من مشايخ ومسؤولين، ليبدأ السكان في أخذ الاحتياطات اللازمة لفحص البدائل وطرح الحلول المناسبة، قبل أن يصبح الأمر مستحيلاً.
يقع نبع قرية الغحر المحاذي تماماً الى نبع الوزاني الوافر بالمياه العذبة تحت نفوذ ” اليونيفل” ،قوات الطوارئ الدولية منذ سنة 2006، ولا يسمح لسكان القرية بالوصول إليه، عدا عمال الصيانة من قبل المجلس المحلي في القرية وبعد أخذ التصاريح اللازمة من قبل قيادة قوات الطوارئ الدولية المتواجدة في الناقورة وبعد التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والقوات الدولية لأخذ إذن مسبق من الحكومة اللبنانية.
هذا ويعتبر النبع المصدر الوحيد الذي يغذي قرية الغجر بمياه الشفة بعد خط المياه الذي أقامته شركة المياه “مكوروت” والذي لا تضاهي مياهه عذوبة وجودة مياه النبع.
“أزمة كبيرة تهدد الإنسان والحيوان والشجر في هذه البلدة. لم نشهد حالة خطيرة كهذه من زمن بعيد. نسال الله العفو والرأفة بالبلاد والعباد”. هذا ما قاله أحد السكان القرية المعمرين.
سكان الغجر بغالبيتهم يتخوفون من هذا الوضع الخطير وخاصة لم يبدأ بعد فصل الصيف فـ “المكتوب يُقرأ من عنوانه”، اضمحلت مياه النبع وها قد جفت ينابيع القرية في الأراضي الزراعية نتيجة لشح الأمطار وقلة تساقطها هذا العام وتراجعها إلى أدنى مستوى يذكر، فمنذ أكثر من 50 سنة لم تشهد المنطقة حالة كهذه بشهادة كبار السن في القرية.
في ظل هذا الوضع الإنساني والمأساوى يتوجه أهلي القرية إلى الأشقاء اللبنانيين وجيراننا في النبع من أن يتم ضخ المياه من الوزاني إلى نبع الغجر، فهم أهلنا وأحبتنا ومياههم مياهنا، والله المعين.
وفي سؤال وجهه موقع سمراء للناطق باسم أهالي القرية السيد نجيب الخطيب، حول المخاوف من جفاف نبع الغجر المجاور لنبع الوزاني، أجابنا بما يلي: “إن سكان القرية قلقون ومتخوفون جداَ من أن يجف النبع هذه السنة وخاصةً بدأت بوادر الجفاف تظهر بتدني منسوب المياه الى أدنى حد منذ زمن بعيد وان حدث ذلك لا قدر الله فسوف يحرمهم ويحرمنا هذا من الحصول على مياه الشفة العذبة”
وأضاف الخطيب: “لقد كانت في الماضي، حتى سنة 2002، مضخات لأهالي بلدة الغجر مركبة على نبع الوزاني وتضخ المياه مباشرة إلى نبع الغجر عند ترد منسوب مياه النبع، لكن اليوم لا تواجد لهذه المضخات بعد أن مُنع سكان القرية الوصول إليها وصيانتها فمنها من أخذته المياه أثناء جريان نهر الحاصباني بشكل كثيف. ومنها من تعطل وليس له اثر”. نحن نناشد كل الناس المسؤولين أصحاب النوايا الخيرة من كل الجهات المعنية أن تحل مشكلتنا ونعود فنركب المضخات في الجانب اللآخر للنبع لتضخ في نبع قريتنا الغجر فتصل المياه العذبة بيوت أهالي البلدة. كلنا أمل بتعاون الخيرون لحل مشكلة المياه في القرية، ونحن متأكدون أن أشقاءنا أللبنانين لن يكونوا عقبة في حصولنا على مياه الشرب التي لنا الحق باستعمالها كما هم يستفيدون منها، نأمل ونتمنى من الله العون وبه نستعين”.
هذه هي أزمة مياه الشفة في قرية الغجر الجولانية، فهل ستجد لها حلول؟ فلننتظر وإن غد لناظره قريب.
ما عندهون مي وليك الشجر الحلو وعنا الحمد لله بعمرنا ما زرعنا شجرة بهالبلد هالي بيزرع عدد من بالعالم…..مو حرام … مع العلم الحجر بمجدل شمس بينبت زرع.
قلبنا معكون اهالي الغجر