أدلى ملايين العراقيين باصواتهم أمس، في اول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الاميركي، وسط هجمات استهدفت مراكز اقتراع قُتل فيها 14 شخصاً، آملين باحداث تغيير في بلاد تعيش على وقع اعمال العنف اليومية وتفشي الفساد منذ احتلال البلاد عام 2003.
وأغلقت مراكز الاقتراع مساء امس، ووصلت المشاركة الى 50 في المئة، لتبدأ عمليات العد والفرز الاولية، وستُعلن النتائج الاولية خلال ايام.
وعلى رغم سقوط قتلى وجرحى في هجمات طاولت عدداً من مراكز الاقتراع في الانبار، فإن توقعات نسب التصويت فيها قد تصل الى أكثر من 30 في المئة تضاف اليها نسب تصويت النازحين خارجها، ما يعد مؤشراً إلى توجهات سكان المحافظة التي لم تشهد بعض مدنها عمليات اقتراع، خصوصاً الفلوجة.
وتؤكد مؤشرات اولية ان القوى الشيعية الثلاث، «دولة القانون» و»المواطن» و»الاحرار»، حافظت على قوتها، مع ملاحظة تقدم كتلة «المواطن» التي يتزعمها السيد عمار الحكيم، مقارنة بانتخابات عام 2010.
وحظيت كتلة «متحدون للاصلاح» بالحصة الاكبر في المناطق السنية، خصوصاً في الموصل، وبغداد، والانبار، ونافستها كتلة «العربية» بزعامة صالح المطلك في محافظة صلاح الدين، فيما حافظت القوى الكردية على اوزانها السابقة، وتقدم حزب الرئيس جلال طالباني «الاتحاد الوطني» في كركوك.
وكانت بغداد محطة التنافس الاساسية، اقتسمتها الكتل الشيعية والسنية التقليدية، فيما كان لكتلتي «الوطنية» بزعامة اياد علاوي ، و»الكتلة المدنية» التي تضم قوى علمانية حضوراً لافتاً.
وخفف رئيس الوزراء نوري المالكي تحديه، راهناً مستقبله بنتائج الانتخابات وقال «نحن متأكدون من الفوز لكن القضية في معدلات هذا الفوز».
وكانت كتل سياسية سجلت عدداً من الخروقات لم تعتبرها مفوضية الانتخابات خطيرة، ابرزها تعطل اجهزة كشف البطاقات الانتخابية، وعدم تمكن آلاف الناخبين منالاقتراع بعد التوقف الذاتي للاجهزة الساعة السادسة مساء امس
وهنأ رئيس البرلمان اسامة النجيفي بعد نهاية يوم الانتخاب الشعب العراقي بنجاح العملية ، وقال في بيان « احيي مفوضية الانتخابات وجميع الاجهزة المساندة لها على ما تم بذله من جهود جبارة تمكنت من تحقيق هذا العرس العراقي الجميل». وكان النجيفي اعلن صباح أمس استحالة التحالف مع كتلة المالكي لتشكيل الحكومة.