حرب شوارع في شرق أوكرانيا

أعلن وزير الداخلية الاوكراني آرسين افاكوف ان اكثر من 30 انفصالياً موالين لروسيا قتلوا واصيب العشرات بجروح في الهجوم العسكري على سلافيانسك (شرق اوكرانيا)، الذي بدا الاثنين وقتل فيه اربعة عسكريين ايضاً.

وقال افاكوف: “قتل اربعة من عسكريينا واصيب 20 آخرون بجروح. وبحسب تقديراتنا قتل 30 ارهابياً واصيب العشرات بجروح”، مستخدما التعبير الذي تلجأ اليه كييف للاشارة الى الانفصاليين المسيطرين على المدينة.

وفي تقرير رسمي نشرته أمس بعنوان «الكتاب الأبيض»، حذرت روسيا من أن أزمة أوكرانيا «تهدد الاستقرار والسلام في أوروبا إذا لم يرد المجتمع الدولي بطريقة مناسبة على الانتهاكات الكثيفة لحقوق الإنسان في هذا البلد». تزامن ذلك مع خوض القوات الأوكرانية حرب شوارع مع الانفصاليين الموالين لروسيا وسط مدينة سلافيانسك (شرق)، خلّفت أكثر من 30 قتيلاً بينهم 4 جنود، فيما أفادت وسائل اعلام روسية بأن «لجان الدفاع عن المدينة أسقطت مروحية من طراز مي 24، وتواصل محاولات صد القوات» (للمزيد).

ولا يستبعد تدهور الوضع الأمني في أوديسا بعد إرسال كييف وحدة من القوات الخاصة الى المدينة لمعالجة «فشل الشرطة المشين في التعامل مع الانفصاليين المؤيدين لروسيا خلال أعمال العنف التي حصدت 42 شخصاً الجمعة الماضي». وأقال وزير الداخلية آرسين أفاكوف جميع قادة الأمن في المدينة إثر إطلاق الشرطة 67 انفصالياً احتجزتهم في محاولة لتهدئة الوضع.

ويسود التوتر أيضاً مدينة لوغانسك، حيث هاجم مسلحون من «جيش جنوب الشرق» مركزاً للشرطة وضربوا قائدها فيه لدى محاولته التحدث معهم.

وفي مؤتمر صحافي بكييف، انتقد مصطفى جميليف، زعيم التتار المسلمين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في آذار (مارس) الماضي، تضييق موسكو الخناق على أفراد الأقلية في القرم والتي تضم 300 ألف شخص.

وأبدى قلقه من احتمال اعتقال سلطات القرم أفراداً من الأقلية خلال إحيائهم في 18 الشهر الجاري الذكرى السنوية لإبعاد الاتحاد السوفياتي السابق التتار من شبه الجزيرة، عقاباً لهم على تعاونهم المزعوم مع ألمانيا النازية، ما أدى الى وفاة مئات الآلاف منهم.

وقال جميليف: «التتار سينظمون مسيرة رافعين علم القرم والعلم الأوكراني، والسلطات الروسية تهاجم هذه الأعلام كما يهاجم الثور المصارع الذي يرفع راية حمراء». وزاد: «فشلت محاولات روسيا لحمل تتار القرم على التعاون، فجلبت تتاراً من أراضيها لتولي أدوار قيادية في محاولة لتفريق صفوف مجتمع تتار القرم».

وعدّد «الكتاب الأبيض»، وهو تقرير لوزارة الخارجية الروسية في 80 صفحة «انتهاكات كييف، بمساندة قوات جماعة برافي سيكتور (القطاع الأيمن) شبه العسكرية، والنازيين الجدد».

ودعت الخارجية مجلس أوروبا الى تحقيق «محايد وغير مسيّس في الجرائم التي ارتكبت في أوكرانيا، وتقديم مساعدة قانونية في إجراء إصلاح دستوري عميق في هذه البلاد يستند إلى حوار وطني شامل لتجاوز الانقسام الاجتماعي». في الوقت ذاته، شارك وزير الخارجية سيرغي لافروف في الاجتماع السنوي للجنة الوزارية التابعة لمجلس أوروبا في فيينا، حيث سيلتقي الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن يوغلاند، ووزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتس، ومفوض مجلس أوروبا لحقوق الانسان نيلز مويزنيكس، ووزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك.

ويزور رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ديدييه بورخالتر موسكو غداً لمحاولة «نزع فتيل التوتر في أوكرانيا»، بعد إطلاق انفصاليي سلافيانسك السبت الماضي مراقبي المنظمة الذين احتجزوهم ثمانية أيام، فيما عرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التوسط في أزمة أوكرانيا.

وأعلنت زيارة بورخالتر إثر اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، التي أشارت إلى أن موسكو والمنظمة ستناقشان سبل إطلاق حوار وطني في أوكرانيا.

+ -
.