مسلحو المعارضة السورية يستكملون انسحابهم من حمص لليوم الثاني

يستكمل مسلحو المعارضة السورية الخميس انسحابهم من آخر معقل لهم في مدينة حمص بوسط سوريا وذلك في اليوم الثاني على التوالي بعد مغادرة المئات منهم للمدينة بعيدا عن وسائل الإعلام.

وكان محافظ حمص طلال البرازي صرح، في مقابلة خاصة مع مراسل بي بي سي من حمص عساف عبود، بأن 980 مسلحا خرجوا الأربعاء من أحياء حمص القديمة وذلك وفق اتفاق مع القوات الحكومية السورية.

وأشار البرازي إلى أن ” المناخ الإيجابي سوف يؤمن خروجا أسهل لمن بقي من المسلحين في الاحياء القديمة وتقدر بعض المصادر عددهم بـ400 مسلح “.

وكشف المحافظ عن أن الاتفاق تضمن أيضا الإفراج عن 70 مخطوفا لدى مسلحي المعارضة في مدن حلب واللاذقية.

وكانت قافلتان تضمان حافلات تقل المسلحين قد غادرتا حمص الأربعاء ووصلت أولهما إلى بلدتي تلبيسة والدار الكبيرة اللتين تبعدان نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من حمص.

وسمح لكل مقاتل باصطحاب حقيبة واحدة فقط وبندقية واحدة. كما سمح بتحميل قاذفة قنابل واحدة في كل حافلة.

وأضاف مراسلنا أنه شاهد دمارا كبيرا في الأبنية في حمص القديمة والأحياء المواجهة لخطوط التماس وخاصة حي الورشة.

كما كانت هناك أعمدة دخان متصاعدة من أحياء الخالدية والورشة والحميدية وجب الجندلي وباب هود في الـحياء القديمة لحمص.

وفي إطار اتفاق الإجلاء، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتم التوصل إليه بعد أشهر طويلة من المفاوضات، يتم إطلاق سراح عدد من الرهائن الذين يحتجزهم مسلحو المعارضة في حلب واللاذقية.

ويعد هذا بمثابة نهاية المقاومة في المدينة، التي أطلق عليها في السابق “عاصمة الثورة” ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد.

وسيطرت المعارضة على معظم حمص في عام 2011، لكن خلال العامين الماضيين تمكنت القوات الحكومية على نحو تدريجي من استعادة السيطرة عليها وذلك عن طريق الحصار والقصف المستمر.

وفي فبراير/ شباط، سمحت الحكومة بإجلاء نحو 1400 شخص من المدينة القديمة.

ويقول مراسلنا إن الجماعات المسلحة داخل المدينة القديمة كانت منقسمة حيال قبول وقف إطلاق النار أو رفضه.

وكانت جبهة النصرة، المرتبطة بالقاعدة، تريد محاولة كسر الحصار عن طريق سلسلة من العمليات الانتحارية.

وحاولت فعل ذلك، لكنها فشلت، وسيغادر مقاتلوها في الحافلات المعدة لذلك.

+ -
.