قررت الحكومة الروسية مؤخرا إنهاء التعاون مع محطة الفضاء الدولية في 2020، وفيما يعتبر الخبراء الغربيون خطوة من هذا القبيل انتكاسة في مجال البحث العلمي يراها خبراء روس قرارا مناسبا.
وجاء القرار الروسي ردا على العقوبات الأميركية التي تم فرضها ضد مسؤولين روس بسبب الأزمة الأوكرانية واتهام الغرب روسيا بزعزعة الاستقرار السياسي للجارة أوكرانيا.
وأعلن القرار مؤخرا ديمتري روغوسين نائب رئيس الوزراء الروسي عقب الاجتماع مع مدير برنامج الفضاء في روسيا، وقال روغوسين إن بلاده ترغب في استخدام مصادرها المالية لمشروعات يتم توجيهها نحو المستقبل، وفق تعبيره.
وذكر الأستاذ بجامعة موسكو فلاديمير سوردين أن القرار الروسي جاء في اللحظة المناسبة، موضحا أن أعمال صيانة المحطة الواقعة على بعد أربعمائة كيلومتر من الأرض تكلف الكثير من الأموال، فيما لا تستحق نتائج الأبحاث التي تُجرى على سطحها ذلك، حسب رأيه.
وتابع سوردين القول “إن روسيا لا يمكنها حتى القيام بأعمال تجسس من هناك لأن الأميركيين يبسطون دائما سيطرتهم، وإن ساعة بحث روسيا عن أهداف جديدة قد حانت”.
الولايات المتحدة تستعمل كبسولات سويوز الروسية لنقل روادها إلى محطة الفضاء (الأوروبية)
إحباط
في المقابل، أعرب خبراء غربيون عن إحباطهم حيال القرار الروسي، وقالوا إن الخطوة الروسية إذا ما تمت فإنها ستشكل تراجعا كبيرا في مجال البحث العلمي.
وقال هؤلاء الخبراء إن محطة الفضاء الدولية ظلت رمزا متفردا للتعاون بين روسيا والغرب، ولفتوا إلى أن كل الشركاء اتفقوا -قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية- على توسيع المشروع.
ويزداد القرار الروسي تعقيدا لدى الولايات المتحدة التي أنهت برنامجها لمكاكيك الفضاء، مما اضطرها لاستعمال كبسولات “سويوز” الروسية لنقل روادها.
وفي ظل الظروف التي أنتجها القرار الروسي يبدو مستقبل محطة الفضاء الدولية مجهولا وتبدو الخيارات الروسية اللاحقة لتنفيذ قرارها محدودة.
وفي هذا الصدد ذكر ديمتري روغوسين نائب رئيس الوزراء الروسي أن الخيار الأول يتمثل في إدارة موسكو الجزء الروسي بمحطة الفضاء الدولية بمفردها، بينما يستند الخيار الثاني وهو الأقرب إلى فكرة تعزيز التعاون مع الصين القوة الفضائية النامية.
يذكر أن محطة الفضاء الدولية التي أنشئت في 1998 يقترب وزنها من 450 طنا، وتدور حول الأرض في تسعين دقيقة بسرعة 28 ألف كلم في الساعة، وهي تمثل صورة لافتة للتعاون بين كل من روسيا والولايات المتحدة وأوروبا واليابان وكندا.
المصدر : الألمانية