شنّت كتائب إسلامية هجوماً مضاداً لاستعادة مدينة البوكمال على الحدود السورية- العراقية، بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عليها قبل يومين، في وقت شن الطيران السوري غارات على مواقع المعارضة المهاجمة على البوكمال. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن مقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية أرسلوا تعزيزات عسكرية إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور في شمال شرقي سورية حيث دارت «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب والكتائب الإسلامية من طرف وفصيل جبهة النصرة المبايع للدولة الإسلامية في المدينة».
وسُمع دوي انفجار عنيف ليل أول من أمس في مدينة البوكمال، تبين أنه ناجم من تفجير مقاتل من «جبهة النصرة» نفسه بحزام ناسف في أحد مقار «الدولة الإسلامية» في المدينة ما أدى إلى «مصرع 3 مقاتلين على الأقل من جنسيات غير سورية، وجرح ما لا يقل عن 18 آخرين حالات بعضهم خطرة». وأقامت كتائب المعارضة حواجز داخل المدينة وطالبت «الدولة الإسلامية» بتسليم أسلحتها والخروج من المدينة «وسط فرض حظر تجوال في المدينة من قبل الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة».
وقال «المرصد» إن «الغارة التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في مدينة البوكمال استهدفت بناء المسمكة الذي سيطرت عليه جبهة النصرة والكتائب الإسلامية عقب اشتباكات مع الدولة الإسلامية». كما انفجرت سيارة مفخخة قرب مقر لـ «مجلس شورى المجاهدين» المتحالف مع «النصرة» في غرب دير الزور.
وكان «جنود الحق» التابع لـ «جبهة النصرة» بايع الأربعاء تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسعى إلى السيطرة على جانبي الحدود السورية- العراقية. إلا أن عناصر آخرين من «النصرة» رفضوا هذه الخطوة. ودخل مقاتلو «داعش» إلى المدينة وأعلن قياديون فيه سيطرتهم على البوكمال. غير أن مقاتلين من كتائب إسلامية مقاتلة شنّوا هجوماً على المدينة وتمكنوا من السيطرة على مقرين تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية» والفصيل الذي بايعه، بحسب «المرصد».
وتدور منذ مطلع كانون الثاني (يناير) معارك عنيفة بين «الدولة الإسلامية» وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، بينها «جبهة النصرة»، أدت إلى مقتل اكثر من ستة آلاف شخص.
غير أن «المرصد» أشار إلى أن «مفاوضات غير معلنة تجرى بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية بوساطات عشائرية من أجل وقف إطلاق النار في المحافظة»، في وقت رفضت «ألوية الشعيطات أي اتفاق مع الدولة الإسلامية بالتزامن مع دخول رتل مؤلف من مئة سيارة محملة بالمقاتلين من ألوية الشعيطات إلى مدينة الشحيل التي تعد المعقل الرئيسي لجبهة النصرة».
في موازاة ذلك، استمرت المواجهات بين القوات النظامية و «داعش» في ريف مدينة القامشلي في الحسكة، حيث سيطرت القوات النظامية على خمس قرى، وفق «المرصد»، الذي أفاد بـ «قصف القوات النظامية مراكز الدولة الإسلامية في المنطقة، ما أدى إلى مصرع وجرح ما لا يقل عن 11 مقاتلاً وجرح ومقتل 6 عناصر القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني».
وفي الرقة (شمال شرق)، نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة معدان ما أدى إلى مقتل أم وأطفالها الأربعة وسقوط جرحى. وقال «المرصد» إن الطيران شن أيضاً غارات على محيط الفرقة 17 المحاصرة من مقاتلي «داعش» الذي أفرج عن عدد من المعتقلين في ريف حلب شمالاً، ذلك بعد تعهد المعتقلين بـ «عدم تكرار المعصية، وتأكيد حضورهم في دورة شرعية».
في دمشق، قتل وجرح عشرات المدنيين بتفجير سيارة في سوق في مدينة دوما شرق دمشق، هو الثاني الذي يستهدف المدينة وسط توتر بين «داعش» و «جيش الإسلام» المنضوي تحت لواء «الجبهة الإسلامية» التي تحارب «داعش»، في وقت سقطت عشرات «البراميل المتفجرة» على حلب وريفها شمالاً وسط تقدم القوات النظامية في إحدى القرى واحتجاز أهلها في مدرسة.
وقالت شبكة «سمارت» المعارضة وناشطون ان فصائل في «الجيش الحر» بدأت امس معركة للسيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية في معرة النعمان في ريف ادلب الذي يربط وسط سورية بشمالها.