استمرت المواجهات أمس بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وبين فصائل إسلامية سورية معارضة على رأسها «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» في بلاد الشام) و «جيش الإسلام». وفي وقت سُجّل تقدم جديد لـ «داعش» على «النصرة» في محافظة دير الزور على الحدود السورية الشرقية مع العراق، أفيد أن «جيش الإسلام» تمكّن من طرد مسلحي «داعش» من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق.
في غضون ذلك، هددت 11 مجموعة مقاتلة في شمال سورية وشرقها أمس بإلقاء السلاح، ما لم يقم «الائتلاف الوطني السوري» بتزويدها بالأسلحة خلال أسبوع لمواجهة هجوم تنظيم «داعش» الذي يقوده أبو بكر البغدادي.
في غضون ذلك، تستمر المفاوضات الشاقة بين روسيا والدول الغربية والأردن في مجلس الأمن حول مشروع القرار الإنساني المتعلق بإيصال المساعدات إلى سورية، في وقت رجّح السفير الفرنسي جيرار آرو أن المشاورات ستستمر أسبوعاً على الأقل «لأننا نريد تحقيق نتائج فعلية ولا نريد أن نواجه بفيتو روسي». وقال: «نريد أن نحصل على قرار يحدث فرقاً على الأرض وفي المقابل تريد (السلطات) السورية أن تظهر أن لها سيطرة على المناطق التي لا تسيطر عليها ولهذا نحن مستعدون للقبول ببعض التغييرات الرمزية من دون أن يكون لذلك القدرة على تقويض الهدف الذي نعمل عليه». وأضاف «نحاول التوصل إلى لغة متوازنة ولكن ذلك لم يتحقق حتى الآن».
وكان مقرراً أن تعقد الدول الثلاث التي أعدت مشروع القرار، أستراليا ولوكسمبورغ والأردن، اجتماعاً مع ممثل عن البعثة الروسية لمواصلة البحث في آلية مراقبة مرور المساعدات، والتي تصر روسيا أن يكون للحكومة السورية دور فيها.
وقال ديبلوماسي غربي إن «الحكومة السورية تمنع منذ انطلاق الأزمة وصول المساعدات إلى مناطق المعارضة ولا نريد أن نعطي الحكومة في هذا القرار السلطة لمواصلة العرقلة».
ووفق مشروع القرار المقترح، فإن مجلس الأمن «يقرر إنشاء آلية مراقبة تحت سلطة الأمين العام للأمم المتحدة، بموافقة الدول المجاورة المعنية، لمراقبة تحميل كل شحنات المساعدات الإنسانية التابعة لهيئات الأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين، في منشآت الأمم المتحدة ذات الصلة، لعبورها معابر باب السلام وباب الهوا واليعربية وتل شهاب، لتأكيد الطبيعة الإنسانية لهذه الشحنات». كما «يقرر أن آلية الأمم المتحدة للمراقبة ستنشر على وجه السرعة لمدة أولية من ١٢٠ يوماً من تاريخ تبني القرار»، و «يقرر أن كل الأطراف السوريين سيسمحون بمرور المساعدات الإنسانية التي تنقلها الأمم المتحدة بشكل سريع ومن دون عرقلة مباشرة إلى الشعب على امتداد سورية، بناء على تقويم الحاجات ومن دون أي أهداف سياسية، وإزالة كل العقبات».
وكتبت وكالة «أسوشيتد برس» من بيروت أمس تقريراً عن «النجم الصاعد» في صفوف «داعش» في سورية عمر الشيشاني. وأشارت إلى أن الشيشاني يظهر تكراراً في فيديوهات «داعش»، بعكس زعيمه أبو بكر البغدادي الذي لا يظهر سوى في تسجيلات صوتية. وظهر الشيشاني في شريط فيديو نهاية الأسبوع إلى جانب مقاتلين وهم يعلنون إزالة الحدود بين العراق وسورية. وصدر الشريط بعد ساعات فقط من إعلان «داعش» قيام دولة «الخلافة» وعلى رأسها البغدادي. وقال الشيشاني البالغ من العمر 28 سنة، وفق ما جاء في الشريط: «هدفنا واضح والجميع يعرف لماذا نقاتل. طريقنا صوب الخلافة». وأضاف: «سنعيد الخلافة، وإذا لم يتح لنا الله إعادة الخلافة، نسأله أن يمنحنا الشهادة».
وأشارت «أسوشيتد برس» إلى أنه ربما بات القائد العسكري الأعلى لـ «داعش» بعد مقتل الشخص العراقي الذي كان يتولى هذا المنصب ويُعرف باسم أبو عبدالرحمن البيلاوي الأنباري الذي قُتل في الموصل في بداية حزيران (يونيو) الماضي.
والاسم الحقيقي لعمر الشيشاني هو طارخان باتيرشفيلي، وهو من أصل شيشاني لكنه من مواليد سهل بانكيسي في جورجيا الذي يقطنه شيشانيون. وقد خدم في جيش جورجيا قبل أن يتم تسريحه. وقد سافر إلى تركيا في العام 2010 قبل أن يظهر في سورية عام 2013 بوصفه قائداً لـ «جيش المهاجرين والأنصار».