قد تمتلك مدينة ريو دي جانيرو الساحرة والعتيقة العديد من المعالم السياحية والمزارات التاريخية، كما يحظى استاد «ماراكانا» وتمثال «المسيح الفادي» بشهرة عالمية تفوق الوصف، حيث يعدان مقصدا مهما للعديد من الرياضيين والسائحين في العالم.
لكن هذه المدينة التاريخية تحظى بما قد يكون أكثر أهمية، وهو شاطئ «كوبا كابانا» الذي لا يقتصر على أنه مقصد سياحي وترفيهي، وإنما يبدو هذا الشاطئ الشهير حياة أخرى داخل هذه المدينة. ولا يمكن لشخص ما أن يزور ريو دي جانيرو دون أن يزور كوبا كابانا ليستمتع بروعة رمال الشاطئ والحياة الثرية التي يشهدها هذا الشاطئ المطل على المحيط الأطلسي.
وخلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وكما كان متوقعا، جذب كوبا كابانا اهتمام الجميع ربما أكثر من ماراكانا وتمثال المسيح الفادي، اللذين قد يجذبان المشجعين والسائحين لساعات قليلة حتى تنتهي هذه المباراة أو تلك الزيارة السياحية.
ولكن كوبا كابانا يمثل الحياة بكل معانيها في ريو دي جانيرو، فالشاطئ المتسع يمتد لعدة كيلومترات على المحيط، وبطول هذه الكيلومترات تشهد رمال كوبا كابانا العديد من الأنشطة الحياتية، خاصة الترفيهية، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
ومنذ الصباح الباكر في كل يوم، يزخر الشاطئ بالمواطنين والسائحين الذين يتوافدون عليه طلبا للاستمتاع بمياه المحيط وممارسة السباحة ولعب كرة الماء والتعرض لحمامات الشمس.
وعلى الرمال، تنتشر ملاعب كرة القدم الشاطئية والكرة الطائرة الشاطئية، كما يستمتع رواد الشاطئ بلعب التنس الشاطئي.. وغيرها من الرياضات التي يمكن ممارستها على الرمال.
وإلى الجوار، توجد الأجهزة والمعدات الخاصة بتدريبات اللياقة البدنية التي يستخدمها الجميع من مختلف الأعمار ومنهم كبار السن الذين يجدون في هذه المعدات وشمس كوبا كابانا فرصة لاستعادة حيويتهم ونشاطهم والحفاظ على لياقتهم.
وعلى الرصيف الملاصق للشاطئ، يحرص كثيرون على التريض أو الركض بالملابس الرياضية أو بملابس البحر، ومنهم من يصطحب معه بعض الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط، بينما يزدحم الممر الصغير المجاور بأشخاص من مختلف الأعمار يمارسون هوايتهم ورياضتهم في قيادة الدراجات.
وإلى جانب ممارسة الرياضة والاستمتاع بمياه ورمال الشاطئ، يقف كوبا كابانا شاهدا على أجمل احتفالات البرازيليين، فهو يستحق لقب «شاطئ الموسيقى وعروض السامبا» نسبة إلى عروض الموسيقى والسامبا التي يشهدها هذا الشاطئ بشكل شبه يومي؛ بل إن هذه العروض تتحول إلى احتفالات صاخبة بعد كل انتصار كروي للمنتخب البرازيلي أو خلال احتفالات المواطنين بالمباريات التي تشارك فيها أندية المدينة سواء في بطولة الدوري البرازيلي أو البطولات القارية.
وإلى جانب المطاعم والحانات الموجودة بطول الشاطئ، يوجد الباعة الجائلون الذي حرصوا خلال فترة المونديال على أن تكون الهدايا التذكارية لكأس العالم من بين البضاعة التي يتاجرون بها. وقبل بداية فعاليات البطولة، كان شاطئ كوبا كابانا من بين الأماكن التي شهدت بعض الاحتجاجات ضد السلطات البرازيلية لإسرافها ببذخ على الاستعدادات للمونديال وأولمبياد 2016 المقرر في ريو دي جانيرو، لدرجة أن بعض المحتجين رفع لافتات كتب عليها: «كانسو الشارع أفضل من نيمار» في إشارة لنجم المنتخب البرازيلي نيمار دا سيلفا.
ولكن بمجرد بدء فعاليات البطولة تحول الشاطئ الشهير إلى مقر للاحتفالات الصاخبة لجماهير السامبا بانتصارات فريقها في المونديال البرازيلي، وازدهرت حركة التجارة سواء من المطاعم المنتشرة بطول الشاطئ أو من الباعة الجائلين، وذلك لتوافد عشرات الآلاف على هذا الشاطئ صباحا ومساء، ليكون شاطئ كوبا كابانا هو القلب النابض لريو دي جانيرو.