سباق بين التهدئة والتدخل الدولي في ليبيا

دخلت جهود لتهدئة الأزمة الليبية في سباق مع تصعيد خطر قد يؤدي إلى التدويل، بعد تأكيد الثوار الإسلاميين إصرارهم على «تحرير» مطار طرابلس الدولي من مسلحي الزنتان (غرب)، وتلويح الحكومة الموقتة بطلب تدخل دولي لبسط سيطرتها على المرافق العامة وحماية المدنيين. (للمزيد)

وفي تصريح لافت، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس، إلى وقف العنف «الخطر» في ليبيا، مؤكداً أن الولايات المتحدة «تعمل من خلال مبعوثيها لإعادة السلام» هناك، وتتواصل مع القادة الليبيين لإنهاء الاضطرابات.

وعلمت «الحياة» أن اتصالات ومشاورات جرت أمس لحلحلة عقدة المطار وتفادي تدخل عسكري أجنبي، وذلك في إطار صيغة لتسليم قوة أمنية مشكّلة من مناطق عدة أمنَ المطار والطريق المؤدية إليه، وانسحاب مقاتلي الطرفين منه.

وتوعدت «غرفة عمليات ثوار ليبيا» التي تضم مقاتلين من مصراتة ومناطق أخرى، بـ «عملية كبيرة وضخمة العتاد» لـ «تحرير» المطار من مسلحي الزنتان المتحالفين مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود حملة ضد خصومه المتشددين في بنغازي تصاعدت حدتها في الساعات الأخيرة بمواجهات أسفرت عن عشرات القتلى.

في المقابل، أكد احمد هدية الناطق باسم «درع الوسطى» القوة الأساسية التابعة لمصراتة، وقوفها على الحياد في اشتباكات طرابلس التي «لا تخدم المصلحة الوطنية وتفاقم حال التردي الأمني بشكل كارثي». وقال هدية لـ «الحياة» إن «مصراتة لم تتدخل، ولكن كل الانتقادات موجهة إليها، في حين لا يجرؤ أحد على توجيه أي لوم إلى الزنتان وكتائبها المنتشرة في طرابلس وتسيطر على المطار».

ويشير هذا التصريح إلى تباين في المواقف بين «الدرع» والقوات المشاركة في الهجوم على المطار بقيادة صلاح بادي، عضو البرلمان السابق عن مصراتة.

وشهدت مناطق القتال في طريق المطار وداخل طرابلس نزوح عدد كبير من العائلات، بسبب القصف العشوائي بصواريخ «غراد» والذي طاول منازل كثيرة، وأسفر عن سقوط 26 قتيلاً وعشرات الجرحى.

وقدرت الخسائر الأولية لمعركة المطار التي بدأت الأحد، بملايين الدولارات من جراء أضرار لحقت في منشآته وتجهيزاته، إضافة إلى إصابة برج المراقبة و7 طائرات.

لكن الخطورة الأكبر انعكست في إعلان المنظمة الدولية للنقل الجوي (آياتا) أنها تمهل الحكومة الليبية «شهراً واحداً» لإخلاء مطاراتها من المليشيات المسلحة، «بعد تلقي آلاف الشكاوى». وهددت المنظمة بسحب الرموز الملاحية للمطار، ما يؤدي إلى وقفه نهائياً.

في المقابل، أبلغت مصادر ملاحية مطلعة «الحياة» أمس، أن مسؤولي مطار مصراتة نجحوا في التواصل مع نظرائهم في مالطا لإبرام اتفاق يسمح بالاستعانة بأجهزة التحكم والسيطرة في مطار فاليتا من أجل تأمين حركة الإقلاع والهبوط في مصراتة، بما يبقي مطارها مفتوحاً، ويؤمن حركة المسافرين من أنحاء ليبيا، علماً بأن مطار بنغازي مغلق أيضاً. وأبلغ «الحياة» الحبيب الأمين وزير الثقافة ورئيس لجنة الأزمة في الحكومة الموقتة، أن اللجنة أطلعت سفراء وديبلوماسيي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المعتمدين لدى ليبيا، على الأوضاع المتردية، في محاولة للتوصل إلى صيغة لإشراكهم في إيجاد آلية لحماية المدنيين.

وقال الأمين إن الحكومة «أرادت الاطلاع على مدى استعداد المجتمع الدولي للمشاركة في إنهاء الأزمة والمساهمة في تزويد الحكومة المستلزمات الكفيلة بمساعدتها على حفظ الأمن».

وأشار الوزير الليبي إلى أن قرار مجلس الأمن الرقم 1970 بشأن التدخل لحماية المدنيين في ليبيا إبان الثورة على نظام معمر القذافي، سيشكل «المرجعية لخطوات آلية إشراك المجتمع الدولي في حل جذري». ووصف الوزير الليبي الصراع على مطار طرابلس بأنه «عمل تخريبي، لن يوقف تنفيذ قرار لا مفر منه بإخلاء مطار طرابلس (من المسلحين) وتسليمه إلى الطيران المدني».

+ -
.