أسدل الستار على مونديال البرازيل بفوز ألمانيا على الأرجنتين في النهائي بهدف نظيف، لتشهد تلك النسخة الـ20 من كأس العالم وداع عدد من النجوم العالميين، إلا حال حدوث معجزات لمشاركتهم في روسيا 2018.
فقائمة هؤلاء النجوم طويلة، وهي تحمل المذاقين المر والحلو بالنسبة إليهم، خصوصاً للإسبان أول من غادر البرازيل بعد الفوز بلقبين لأوروبا ولقب لكأس العالم في 2010، فقد ودعوا المونديال من الباب الخلفي بعد الإقصاء المبكر إثر الخسارة في أول مباراتين.
فتشافي ماكينة المنتخب الأسطورية لم يتألق كسابق عهده، فموسمه السيئ مع برشلونة انتقل أيضاً إلى المنتخب، فلم يقدم لاعب وسط «البلاوغرانا» شيئاً يذكر في آخر بطولاته العالمية، وخاض اللاعب البالغ من العمر 34 عاماً 133 مباراة دولية وسجل 13 هدفاً، ستفقد إسبانيا بذلك أحد أفضل لاعبيها.
ويمكن أن يصحبه حارس مرمى ريال مدريد إيكر كاسياس، القائد الذي رفع كل الكؤوس، والذي حرس عرين المنتخب في 156 مباراة، البالغ من العمر 33 عاماً، الذي أكمل بطولة سيئة للغاية، سبقها جلوسه على مقاعد البدلاء الموسم الماضي في «الليغا»، على رغم مشاركته وإحرازه لقبي الكأس ودوري الأبطال مع الملكي.
ويبدو من المؤكد غياب كاسياس عن نسخة روسيا 2018، إذ سيبلغ عمره وقتها 37 عاماً، ليرافقه أيضا زملاء آخرون في إسبانيا، أمثال تشابي ألونسو وفرناندو توريس وديفيد فيا الهداف التاريخي «للماتادور».
ولكن ليس فقط إسبانيا هي من ستودع العديد من اللاعبين الكبار في المونديال، إذ ستخسر إيطاليا أيضاً اثنين هما أندريا بيرلو وجيانلويجي بوفون، اللذين تألقا في قيادة «الآزوري» لآخر لقب عالمي أحرزه في 2006 في ألمانيا، اثنان من عمالقة كرة القدم الإيطالية اللذين سيودعانها بعد الخسارة من أوروغواي بهدف نظيف في دور المجموعات.
فقد صرح بيرلو، الذي شارك في ثلاث نسخ مونديالية قبل كأس العالم في البرازيل أنه سيعتزل بعد البطولة، لكنه عاد وصرح بعد مغادرة أراضي «السامبا» أنه قد يعيد التفكير في قراره حال ما استدعاه المدرب الذي سيعقب تشيزاري برانديلي، لكنه من شبه المستحيل أن يصل لروسيا إذ سيكون عمره وقتها 39 عاماً.
أما بوفون قائد إيطاليا فسيبلغ عمره في المونديال القادم 40 عاماً، ليترك خلفه ثلاث مشاركات في أمم أوروبا، وخمسة في المونديال.
فيما أكملت إنكلترا مونديالاً جديداً مفزعاً، وستفقد لاعبين اثنين من نجومها لن يخوضا كأس العالم مجدداً، فرانك لامبارد وستيفن جيرارد.
فلامبارد يبلغ من العمر 36 عاماً، وقد خاض فقط آخر مباراة لـ«الأسود الثلاثة» في دور المجموعات أمام كوستاريكا، وأصبح دوره ثانوياً مع المنتخب في ثالث مشاركة مونديالية له.
أما جيرارد أحد أساطير ليفربول، فواصل طريقاً مشابهاً للامبارد في إنكلترا، وحقق الكثير من الفشل والقليل من النجاحات، ولم تسفر الدقائق الـ197 التي خاضها في مونديال البرازيل عن أية نتيجة، لكنه سيترك فراغاً كبيراً في خط وسط المنتخب الإنكليزي.
أما المباراة الختامية للمونديال بين الأرجنتين وألمانيا فودعت العديد من اللاعبين بشكل مر وآخر سعيد.
ففي الأرجنتين الوصيفة سيودع خافيير ماسكيرانو (30 عاما) أحد أفضل لاعبي المونديال، المنتخب، وذلك بعد فقدانه آخر فرصة لتحقيق حلمه. وبهذا الشكل سيفقد منتخب «التانغو» حال تأهله لمونديال روسيا لاعباً من بين الأكثر حضوراً بالفريق.
كما يتوقع أن يغيب أيضاً عن النسخة المقبلة المدافع بابلو زاباليتا، الذي سيكمل مع بداية العام الجديد عامه الـ30، إذ انخرط في البكاء بعد النهائي لمعرفته بأنه يخوض آخر مونديال له، وخاض ظهير مانشستر سيتي أمام ألمانيا دقائقه الأخيرة في المونديال.
وبين الألمان يبرز الهداف التاريخي للمونديال ميروسلاف كلوزه، الذي أتم المهمة بسلام وسجل هدفين تاريخيين، ليعادل ثم يتخطى بهدف رقم البرازيلي المعتزل رونالدو، وليصبح رصيده من الأهداف 16 هدفاً، وذلك في عامه الـ36. وسيكون إنهاء مشواره في مونديال خامس في 2018 وعمره 40 عاماً شبه مستحيل.
وقد يرافق كلوزه أيضا خارج المونديال كل من فيليب لام وباستيان شفاينشتايجر، إذ سيكون عمرهما في روسيا 34 و33 عاماً على الترتيب، لكن الحالة البدنية هي من ستحدد فرص مشاركتهما من عدمها.
أيضا ستفقد أفريقيا اثنين من نجومها، ديدييه دروغبا من كوت ديفوار وصامويل إيتو من الكاميرون، وكلاهما اختتم مشواره في البرازيل، وتبلغ أعمارهما الآن 36 و33 على الترتيب، لكنهما ودعا كأس العالم من دون تألق بعد رحيل منتخبيهما من دور المجموعات، ليكون هذا هو الوداع المر.
كذلك الأمر بالنسبة لتيم كاهيل مهاجم أستراليا البالغ من العمر 34 عاماً، والذي سجل هدفاً في البطولة في مرمى هولندا ببورتو أليغري، وكان هذا خير ختام.
أيضا هناك حارس مرمى الولايات المتحدة تيو هوارد، الذي يرحل من الباب الكبير بعد الخسارة في ثمن النهائي أمام بلجيكا، إذ يبلغ عمره حالياً 35 عاماً، وعلى رغم أن كل شيء ممكن في كرة القدم إلا أنه من الصعب أن يلعب في روسيا، إذ سيقترب عمره من الـ40.
وفي المكسيك هناك أيضاً المخضرم رافا ماركيز، أحد أفضل المدافعين في تاريخ البلاد، وسيغيب أيضاً عن نسخة المونديال القادمة، وتوقع القليل مشاركته في البرازيل، لكنه نجح في الوصول إلى النسخة الـ20 وعمره 35 عاماً.
كما ودعت اليونان أحد نجومها، جيروجوس كاراجونيس، آخر لاعب من تشكيلة المنتخب المتوج بلقب أمم أوروبا في 2004 على حساب البرتغال، إذ لن يعود لخوض بطولة كبيرة من جديد، لأن عمره الحالي 37 عاماً سيمنعه حتماً من ذلك.